ونقول (مضافا الى ذلك كله) : انّ آية النبإ دالة على انّ ما لا يفيد العلم لا اعتبار به والتبين ليس المراد به هو السؤال فقط فإنّ مادة التبين (بان يبين) بمعنى الفاصلة والبينونة لكنه يطلق على الأمر الواضح (البيّن) وذلك بجهة انفكاكه عن احتمال الخلاف.
ويطلق (بان) في مورد قطع اليد أيضا. ويقال : طلاق باين أي ما لا رجعة فيه. والحاصل انّ ذلك يختلف باختلاف الخصوصيات.
فالمراد بقوله تعالى : (فَتَبَيَّنُوا) أيّ حققوا المطلب وبيّنوه حتى لا يكون فيه احتمال الخلاف وبما ان أخبار الفاسق لا تبيّن فيه وليس مفيدا للعلم ومجرد الفسق كاف في عدم الاعتناء به فالآية الشريفة دلالته على خلاف ما استدل به أقوى مما استدل به اذ حاصله ان كل ما لا يفيد ولا يثبت العلم يجب فيه التحقيق والتبين فاسقا كان المخبر أم عادلا. نعم ان مورد الآية الكريمة هو الوليد الفاسق وإلّا فوجوب التبين ثابت في كل ما لا علم فيه لئلا تصيبوا قوما بجهالة.
فالآية ناظرة الى مورد خاص وهو الوليد الفاسق وليس فيه عموم العلة وإلّا لزم أن يكون كلاما مطردا في جميع الموارد.
والحاصل ان آية النبإ لا دلالة فيها على اعتبار خبر الواحد حتى يكون خبر العادل العاري عن القرينة حجة بل تدل على خلاف ذلك.
فإنّ التبين معناه الكشف وثبوت المطلب فتدل الآية الشريفة على لزوم التبين في خبر الفاسق حتى يصل الى مرحلة التحقيق والثبوت وخبر العدل أيضا كذلك فكل ما احتاج الى التبين يجب ذلك فيه وإن كان المورد هو خبر الوليد الفاسق.