فنقول مستعينا بالله تعالى :
البحث يقع في مقامين :
أحدهما. ما يجب الاعتقاد به والتدين غير مشروط بحصول العلم كالمعارف فيكون تحصيل العلم من مقدمات الواجب المطلق.
والثاني. ما يجب الاعتقاد والتدين اذا اتفق حصول العلم وذلك كما في بعض المعارف سواء كان واجبا مطلقا أو مشروطا كتفصيلات البرزخ.
وتوضيح ذلك وتفصيله :
إنّ الاعتقاد المطلوب في الأصول والفروع ليس المقصود منه التصديق أي الاعتقاد الجازم المطابق للواقع فإنّ مع الاعتقاد التصديقي والتفصيلي يمكن الجحود أيضا ـ كما في الآية السابقة ـ فهذا النحو من الاعتقاد ليس كافيا بل الاعتقاد المطلوب هو الالتزام والأخذ بترتيب آثاره لكن هذا الالتزام لو كان مع التصديق كان هو الاسلام اذ هذا الالتزام المتحقق به الاسلام يجب أن يكون التصديق القلبي ورائه حتى يترتب عليه آثار الايمان لكن آثار الاسلام هو الالتزام الأول وهذه الآثار في الدنيا عبارة عن طهارة البدن. والارث. وحقن الدم والنكاح والانكاح وما الى ذلك.
فلو التزم بأمر وطابق الواقع لكن ظهر منه نفاق ولم يتمكن من المعرفة والتصديق عن دليل ، يلزم ان يكون ناجيا في الآخرة اذ لم يقصّر في التصديق لعدم حصول المعرفة أو لضعفها ففي صورة تطابق الالتزام مع الواقع وعدم التقصير فهو من المستضعفين بل حتى ولو كان في حالة الكفر. فهذا بطريق أولى.
والمحصل. انّ المقصود من الاعتقاد اللازم هو الالتزام أولا والتصديق عن دليل وبرهان ثانيا حتى ولو كان ذلك عن تقليد فهو كاف كمن ليس له قوة الاستدلال بل أن تكليفه بالاستدلال حينئذ غير صحيح. وأما بالنسبة الى من له قوة الاستدلال ففي صورة عدم التصديق عن دليل يكون مقصّرا نعم يكفي الدليل سواء كان اجماليا