شيئا لم يلبس بعد كسوة الوجود وإبهامه أشد من ساير الأشياء يكون هذا كل الأشياء. وهذا الكلام بالنسبة إلى الجنس العالي لا يأس به وأما بالنسبة إلى واجب الوجود فغير مناسب له بل محال لاستلزام ذلك عدم وجوب الوجود لأنه حينئذ محتاج إلى الأشياء ومفتقر إليها تعالى الواجب عن هذه الصفة علوا كبيرا.
وأما إن كان المراد من بسيط الحقيقة كل الأشياء عدم سريانه فحينئذ لا معنى لاتحاده مع كل الأشياء كما هو المفروض في القاعدة بل تكون نسبته حينئذ إلى الأشياء نسبة المباينة بل فوق المباينة إذ انّه تعالى منزّه عن السنخيّة مع الأشياء والاتحاد معها.