افضلها ، وكل افضل الاعمال ذو ثواب عظيم ، فهذا ذو ثواب عظيم فالثواب يكون على موافقة الامر النفسي الذي هو أشقّ وافضل لا على اطاعة الامر الغيري بما هو غيري مقدمي.
فتلخّص مما ذكرنا انه لا ثواب على اطاعة الامر الغيري بما هو غيري ، كما انه لا عقاب على عصيانه بما هو غيري. نعم تكون اطاعته بقصد التوصل الى ذي المقدمة وبقصد مقدميته للواجب النفسي موجبا لزيادة الثواب في الواجب النفسي من حيث كونه أحمز واشقّ كما ورد في الخبر (افضل الاعمال احمزها) لبداهة ان موافقة الامر الغيري بما هو غيري لا بما هو شروع بواسطة الفعل الغيري في امتثال الامر النفسي لا يوجب قربا بالمولى لعدم استيفائه بغرض المولى ، ولا يوجب عصيانه بما هو غيري لا بما هو سبب لترك الواجب بعدا عن المولى ، والحال ان المثوبة والعقوبة انما تكونان من توابع القرب والبعد بالمولى وعن المولى.
فان قيل : انه اذا لم يكن الثواب على موافقة الامر الغيري ولا عقاب على عصيانه فكيف ورد في لسان الاخبار ثواب عظيم على فعل بعض المقدمات وعلى اتيان الواجب الغيري كما ورد في الاخبار ان في زيارة مولانا الحسين عليهالسلام من انه لكل قدم ثواب عتق من اولاد اسماعيل النبي عليهالسلام كما في رواية ابى سعيد القاضي (١) وكما ورد في الاخبار في زيارة امير المؤمنين علي عليهالسلام : «من زار امير المؤمنين عليهالسلام ماشيا كتب الله له بكل خطوة ثواب حجة وعمرة فاذا رجع ماشيا كتب الله له بكل خطوة ثواب عمرتين وحجتين» كما في رواية الحسن بن اسماعيل الصيمري عن ابي عبد الله الصادق عليهالسلام (٢) وغيرهما من الروايات.
قلنا : ان الروايات الظاهرة في ترتب الثواب على المقدمة اما محمولة على التفضل لا على الاستحقاق ، او على توزيع ثواب ذي المقدمة على المقدمة ، لان المقدمات مهما كثرت ازداد ثواب ذي المقدمة لصيرورته حينئذ من افضل الاعمال
__________________
(١) الوسائل ، كتاب الحج ، باب ٢٤ من ابواب المزار ، ص ٢٩٦ ، ط جديدة.
(٢) الوسائل ، كتاب الحج ، باب ٤١ من ابواب المزار ، ص ٣٤٣ ، ط جديدة.