تفسير الإمام عليهالسلام أنّه تعالى قال : (وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ) يعني بإتمام ركوعها وسجودها وحفظ مواقيتها وحدودها ، وضيافتها عمّا يصدّها وينقضها ، ثم قال : وحدّثني أبي ، عن أبيه أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كان من خيار أصحابه أبو ذرّ الغفاري فجاء ذات يوم ، فقال : يا رسول الله إنّ لي غنيمات قدر ستّين شاة اكره أن ابدو فيها وأفارق حضرتك وخدمتك ، واكره أن أكلها إلى راع فيظلمها أو يسيء رعيها فكيف أصنع؟ فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ابدأ فيها ، فبدأ فيها ، فلمّا كان في اليوم السابع جاء إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : يا أبا ذر ، قال : لبّيك يا رسول الله ، قال : ما فعلت غنيماتك؟ قال : يا رسول الله إنّ لها قصّة عجيبة ، قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : وما هي؟ قال : يا رسول الله بينا أنا في صلاتي إذ عدا الذئب على غنمي ، فقلت : يا ربّ صلاتي ويا ربّ غنمي ، فآثرت صلاتي على غنمي ، وأخطر الشيطان ببالي : يا أبا ذر أين أنت إن عدت الذئاب على غنمك وأنت تصلّي فأهلكتها وما يبقى لك في الدنيا ما تتعيّش به؟
فقلت للشيطان : يبقى لي توحيد الله تعالى ، والإيمان برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وموالاة أخيه سيّد الخلق بعده علي بن أبي طالب عليهالسلام ، وموالاة الأئمة الهادين الطاهرين من ولده ، ومعاداة أعدائهم ، وكل ما فات من الدنيا بعد ذلك سهل ، فأقبلت على صلاتي ، فجاء ذئب فأخذ حملا وذهب به وأنا أحسّ به إذ أقبل على الذئب أسد فقطّعه نصفين واستنقذ الحمل وردّه الى القطيع ، ثمّ ناداني يا أبا ذرّ أقبل على صلاتك فإنّ الله قد وكّلني بغنمك الى أن تصلّي ، فأقبلت على صلاتي وقد غشيني من التعجّب ما لا يعلمه إلّا الله تعالى حتى فرغت منها فجاءني الأسد وقال لي امض الى محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم فأخبره أنّ الله تعالى قد أكرم صاحبك الحافظ لشريعتك ، ووكّل أسدا بغنمه يحفظها. فعجب من كان حول رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم صدقت يا أبا ذر ، ولقد آمنت به أنا وعلي وفاطمة والحسن والحسين ، فقال بعض