والتسليم لله ، والرضاء بقضاء الله ، والتفويض الى الله تعالى (١).
وعن إسحاق بن عمّار ، عنه عليهالسلام قال : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم صلّى بالناس الصبح ، فنظر الى شابّ في المسجد ، وهو يخفق ويهوي برأسه ، مصفرّا لونه ، قد نحف جسمه ، وغارت عيناه في رأسه ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : كيف أصبحت يا فلان؟ قال : أصبحت يا رسول الله موقنا ، فعجب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من قوله ، وقال : إنّ لكلّ يقين حقيقة ، فما حقيقة يقينك؟ فقال : يقيني يا رسول الله هو الّذي أحزنني وأسهر ليلي ، وأظمأ هواجري فعزفت نفسي عن الدنيا وما فيها حتّى كأني أنظر إلى أهل الجنّة يتنعّمون في الجنّة ويتعارفون (عَلَى الْأَرائِكِ مُتَّكِؤُنَ) ، وكأنّي أنظر إلى أهل النار وهم فيها معذّبون مصطرخون ، وكأنّي الآن أسمع زفير النار يدوّي في مسامعي ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لأصحابه : هذا عبد نوّر الله قلبه بالإيمان ، ثمّ قال له : الزم ما أنت عليه ، فقال الشابّ : ادع الله لي يا رسول الله أن أرزق الشهادة معك ، فدعا له رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فلم يك أن خرج في بعض غزوات النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فاستشهد بعد تسعة نفر ، وكان هو العاشر (٢).
وفي أخبار أخر مثله ، وفيها أنّ الشابّ كان حارثة بن مالك بن نعمان الأنصاري (٣).
وعنه عليهالسلام : انّ العمل الدائم على اليقين أفضل عند الله تعالى من العمل الكثير على غير يقين.
وكان أمير المؤمنين عليهالسلام يقول : لا يجد عبد طعم الإيمان حتّى يعلم أنّ ما أصابه
__________________
(١) الكافي ج ٢ ص ٥٢ ح ٥.
(٢) الكافي ج ٢ ص ٥٣ ح ٢.
(٣) الكافي ج ٢ ص ٥٤ ح ٣.