الذين ليس لهم إلّا الدعاوى الكاذبة ، وكل مكتسب لا يكون متوكلا لا يستجلب من كسبه الى نفسه إلّا حراما وشبهة.
وأمّا أسباب ضعف اليقين لأكثر الناس بالنسبة الى اكثر الأمور الدينية فتأتي ان شاء الله تعالى في تفسير (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) (١).
ثم انّ المحكيّ عن نافع تخفيف قوله تعالى : (بِالْآخِرَةِ) بحذف الهمزة وإلقاء حركتها على اللام فصار «باخرة كما قيل في قوله تعالى : (دَابَّةُ الْأَرْضِ) (٢) : دابّة لرض.
وعن ابي حيّة النميري : «يوقنون» بقلب الواو همزة لضمّ ما قبلها ، إجراء لها مجرى المضموم في «وجوه» و «وقّتت» حيث يقال فيهما : أجوه ، وأقّتت ، فجعل الضمة في الجيم والواو كأنّها فيه.
وربما يستشهد بقول جرير على رواية سيبويه تفسير الآية ٥ (أُولئِكَ) ـ الموصوفون بالصّفات المتقدّمة ، أو بما في الآيتين ، أو خصوص الأخيرة ، وإن استلزم البعض الكلّ ، والمراد المؤمنون على اختلاف درجاتهم ومراتبهم في الإيمان المنطبقة على درجات الهداية وإن اتحدا في الحقيقة ـ (عَلى هُدىً) ـ نور ، ورشاد ، ودلالة ، وبيان ، ـ (مِنْ رَبِّهِمْ) ـ أفاضه عليهم ، ووهبه إيّاهم ، وأوصله إليهم على ما هو مقتضى الربوبيّة المطلقة الكلّية من تربية النفوس بما يقتضي السعادة الأبديّة والحياة السرمديّة.
و (أولاء) اسم مبهم تعرّفه الإشارة وهو جمع (ذا) من غير لفظه ، يمدّ فلا تلحقه اللّام لئلّا يجتمع ثقل الزيادة وثقل الهمزة ، ويقصر فتلحقه ، قال الشاعر :
ألا لك قوم لم يكونوا أشابة |
|
وهل يعظ الضليل الا لكا |
__________________
(١) الحجر : ٩٩.
(٢) سبأ : ١٤.