والتجسّم والتّعدد واتّخاذ الولد وغير ذلك وباليوم الاخر على غير ما هو عليه لأنّهم (قالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كانَ هُوداً أَوْ نَصارى) (١) و (لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً) (٢).
إلى غير ذلك من عقائدهم الفاسدة ، فقولهم هذا لو صدر عنهم لا على وجه النفاق وعقيدتهم عقيدتهم فهو كفر الايمان فإذا قالوه على وجه النفاق خديعة للمسلمين واستهزاء بهم وتشبّها بهم في الايمان الحقيقي كان كفرا إلى كفر ، مع أنّهم قد أظهروا الايمان طمعا في أن يردّوا النّاس على أعقابهم القهقرى بالرجوع عن الإسلام بعد إظهاره ، وبإظهار البدع الشّنيعة في الدين والإزراء على الإسلام والمسلمين كما فعلت اليهود كما قال الله : (وَقالَتْ طائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (٣) وكما فعلت الثلاثة وغيرهم من المنافقين الّذين لم يؤمنوا بالله طرفة عين ابدا وإنّما أظهروا الايمان خوفا من المسلمين ورغبة في مساهمتهم في المغانم والمناصب ، وطمعا في انتهاز الفرصة لإظهار البدع الشّنيعة ، وحمل النّاس عليها ، وردّهم على أدبارهم القهقرى ، فضلّوا (وَأَضَلُّوا كَثِيراً ، وَضَلُّوا عَنْ سَواءِ السَّبِيلِ).
والمراد (بِالْيَوْمِ الْآخِرِ) يوم الحساب المقدّر في الآية (٤) بخمسين ألف سنة ، أو بعده حيث ينقطع الأوقات المحدودة إلى ما لا ينتهي ، وهو يوم الجزاء كما قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «اليوم عمل ولا جزاء وغدا جزاء ولا عمل» أو ما يشملهما بناء على كون الحاجز هو البرزخ أو ما يشمله أيضا بناء على أنّ الايمان به وبما فيه ممّا جاءت به
__________________
(١) البقرة : ١١١.
(٢) البقرة : ٨٠.
(٣) آل عمران : ٧٢.
(٤) سورة العارج : ٤.