ويناديهم مثل الأوّل ، وهكذا أبدا الآبدين (١).
(وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ).
المدّ هو الزيادة في الشيء بما يقيمه ويقوّيه ، يقال : مدّ الجيش وأمدّه إذا زاده وألحق به ما يكثره ويقوّيه ، ومنه الدواة والأرض ، والمادّة ما يكون مددا لغيره ، ومدّ ، وأمدّ في الكلّ بمعنى واحد.
واختصاص (مدّ) بما يحدث في الشيء من نفسه ، و (أمدّ) بما يحدث فيه من غيره ، او من غير سنخه غير ثابت ، بل الظاهر لغة واستعمالا خلافه.
وكذا ما قيل من أنّ المدّ في الشرّ كما في الآية : (وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ) (٢) وفي قوله تعالى : (وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذابِ مَدًّا) (٣) والإمداد في الخبر كما في قوله تعالى : (وَأَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ) (٤) أو الفرق بأنّ المدّ ما كان بطريق الزيادة كقوله تعالى : (وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ) (٥) ، والإمداد ما كان بطريق التقوية والإعانة ، أو أنّ المدّ إعانة القوم بنفسه ، والإمداد إعانتهم بغيره ، ... الى غير ذلك من الفروق الّتي لا شاهد لها ، وإن استفيد بعضها تصريحا أو تلويحا من بعض ائمّة اللّغة.
__________________
(١) تفسير البرهان ج ١ ص ٦٤ عن المناقب.
(٢) سورة البقرة : ١٥.
(٣) سورة مريم : ٧٩.
(٤) الإسراء : ٦.
(٥) لقمان : ٢٧.