الصورة ضعيف في الغاية لضرورة الفرق بين ما هو جمع لفظا ومعنى أو معنى خاصّة ، بل لم يجوّز ومررت بالرجال القائم بإرجاع الضمير إلى اللّام الّتي هي في صورة المفرد ، نعم ما روعي فيه ذلك احتمل التخفيف كما في (كَالَّذِي خاضُوا) (١)
ولذا قال في «الصحاح» أنّ في جمع الّذي لغتين الّذين والّذي بحذف النّون واستشهد بالبيت (٢) المتقدم.
وقد يؤيّد أيضا بحذف النون في قوله :
ابني كليب إنّ عمّي اللّذا |
|
قتلا الملوك وفكّكا الاغلالا. |
ومن جميع ما مرّ ينقدح الأشكال في احتمال التخفيف في مثل المقام ممّا لم يجمع فيه الصّلة.
والاستيقاد طلب الوقود والسّعي في تحصيله وهو بالضمّ اشتعال النّار وسطوعها وارتفاع لهبها ، وقيل : أنّه بمعنى الإيقاد كالاستجابة والإيجاب ، والنّار جوهر لطيف مضيء حارّ محرق ، وأصله من نار ينوّر نورا إذا نفر لأنّ فيها حركة واضطرابا والنور مشتق منها يقال : نار وأنار واستنار بمعنى ، (فَلَمَّا أَضاءَتْ) النّار بالنّور المكتسب الّذي نالته من الانغماس في بحار الرحمة حين أمرت بالكون في هذا العالم لانتفاع النّاس ، واستصلاح أمورهم في معايشهم ، وإلّا فليس لها في ذاتها نور وضياء أصلا ، وإنّما هي أصل الظّلمة ومظهرها ، والإضائة فرط الإنارة واستدلّ بقوله : (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً) (٣) وبأنّهم قالوا أضوء من الشمس وأنور من البدر ، وقيل : إنّهما مترادفان لغة ، وقيل : إنّ الضّوء ما كان من ذات الشّيء
__________________
(١) التوبة : ٦٩.
(٢) لأشهب بن زميلة النهشلي.
(٣) يونس : ٥.