والباردة ، والرطبة واليابسة ، وغير ذلك من الأقسام الّتي ينبغي الرجوع فيها الى أرباب تلك الصناعة.
إنّما الكلام في المقام في انقسامها الى النورانيّة والظلمانية فالنورانية هي المقطّعات في فواتح السور وهي أربعة عشر حرفا بعد حذف المكرّرات يجمعها قولك : «صراط عليّ حقّ نمسكه» ، أو «عليّ صراط حقّ نمسكه».
وتنقسم النورانية أيضا الى عليّ وأعلى ، فالعليّ سبعة يجمعها قولك : طريق سمح» والأعلى أيضا سبعة يجمعها «صانعك له» فالمجموع «صانعك له طريق سمح».
وتسمية تلك الحروف بالنورانيّة في مصطلح القوم إنّما هو لشرف الإختصاص بالافتتاح ، وان كان ذلك لخواصّ واقعيّة ، ومنح ربانيّة تختصّ بها دون غيرها.
نعم قد ذكر بعضهم أنّها مختصّة بمزايا لا تكاد بجملتها في غيرها ، مثل أنّ مجموع الحروف النورانيّة الواقعة في الفواتح على تكرار الحروف ثمانية وسبعون حرفا ، وهي مع كونها نصف الحروف كأنّها قائمة مقام جميعها ، لأنّ عدد هجاء حروف المعجم التسعة والعشرين مجموعه ثمانية وسبعون.
وأنّه ليس اسم من اسماء الله تعالى الا وفيه من هذه الحروف النورانية ، وليس شيء من الأسماء خلوا منها إلّا اسمه «الودود» ، وله سرّ غريب عند أهله.
وأنّ الحروف الظلمانية لا ينتظم منها كلام عربي تامّ وهي : (غ ض ش ج ب ث خ ذ وز د ف ت ظ) بخلاف الحروف النورانية الّتي يتألّف منها أنواع من الكلم التامة حسبما سمعت.
وأنّك إذا استقريت الكلم وتراكيبها رأيت هذه الحروف اكثر وقوعا وأشيع دورانا في تراكيب الكلم من الحروف الّتي لم يجر لها ذكر في الفواتح.