يسقون من ورد البريص عليهم |
|
بردى يصفّق بالرحيق السلسل. |
حيث ذكر يصفّق إبقاء لمعنى المضاف المحذوف ، والمعنى ماء بردى ، وهي بالفتحتين : نهر بدمشق ، والبريص شعبة منه.
والأصابع جمع الإصبع مثلّثة الهمزة والباء ، ففيها تسع لغات عاشرها : أصبوع بالضّم ، وأطلقت في الآية على موضع الأنامل اتساعا ، مع ما فيه من الاشعار بدخول أصابعهم فوق المعتاد فرارا من شدّة الصوت ، كما أنّ به الإشعار أيضا في ذكر الإسم العامّ دون السبّابة الّتي تسدّ بها الأذن مع أنّها فعّالة من السبّ ، فكان اجتنابها أولى بآداب القرآن ، ولذا تراهم يكنّون عنها بالمسبّحة والمهلّلة ، والسبّاحة ، والدعّاءة ، وغيرها من الألقاب الّتي لا يناسب شيئا منها خصوص القصّة.
(مِنَ الصَّواعِقِ) متعلّق بيجعلون ، و (من) في أمثال المقام للابتداء على سبيل العليّة ، فيكون ما بعدها أمرا باعثا على الفعل الّذي قبلها ، فيقال : قعد من الجبن ، ولذا قد يصرّح معها بما يدلّ على التعليل كقولك : ضربه من أجل التأديب.
والصاعقة في الأصل مصدر كالعافية والباقية ، كما جزم به في «القاموس» واحتمله غيره ، أو صفة لقصفة الرعد ، أو الصيحة او الرعدة الهائلة ، أو الرعد ، والتاء للمبالغة كالراوية لكثير الرواية ، أو للنقل من الوصفيّة الى الاسميّة كالحقيقة.
من الصعق وهو شدّة الصوت ، ومنه حمار صعق اي شديد الصوت.
والغشوة يقال : صعق الرجل صعقة أي غشي عليه ، قال الله تعالى : (وَخَرَّ مُوسى صَعِقاً) (١).
والموت ، ومنه قوله تعالى : (فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي
__________________
(١) الأعراف : ١٤٣.