ذكر ، ولذا ربما يعبّر عنه بالكون الكبير.
والغرض من ذكر الآيات أن يعتبروا ويتفكّروا في خلق أنفسهم وفيما فوقهم وما تحتهم وفي جميع جهاتهم من الأرض والسّماء ، ويعلموا أنّ شيئا منها لا يقدر على خلق شيء بل كلّها مسخّرات بأمر الخالق القادر الّذي (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ).
والموصول وصلته في محلّ النّصب على أن يكون صفة ثانية للرّبّ ، أو مقطوعا على المدح بتقدير أعني وأمدح وأخصّ ونحوها ، أو على أنّه مفعول لقوله (تَتَّقُونَ) أو في محلّ الرفع على انّه خبر لمحذوف بناء على قطع الصّفة ، فتبقى دالة على المدح ، أو على الابتداء وخبره قوله (فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً) ولو بالتأويل على معنى المقول فيه على ما يأتي ، ودخول الفاء على الخبر لتوهّم الشّرط وأمّا الإخبار عنه بقوله : (رِزْقاً لَكُمْ) على تقدير الفعل فبعيد في الغاية ، وتكرير الموصول للفصل بين نوعي الآية وحصول الفاصل بذكر الغاية ، وقضيّة وصف المعارف بالجمل على ما مرّ علمهم بوجود شيء يستند إليه تلك الآثار ، بل يحصل منه الاضطرار إلى الإقرار بالواحد القهّار.
وجعل يستعمل بمعنى طفق للدّلالة على الشروع ، فتكون لازمة كقوله :
وقد جعلت إذا ما قمت يثقلني ثوبي |
|
فانهض نهض الشارب الثمل. |
وبمعنى أوجد فيتعدّى لواحد كقوله :
(وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ) (١) والغالب استعماله حينئذ في إيجاد خصوص الآثار ولذا قابله بالخلق في الآية ، وإن كان قد يستعمل بمعناه بل ربما لا يفرق بينهما أصلا وبمعنى التّصيير والتّغيير ، فيتعدّى إلى مفعولين سواء كان في الذّات أو
__________________
(١) الانعام : ١.