أيّ شيء أراد بهذا ، وأيّ شيء فيه من الحلال والحرام ، وأيّ شيء في ذا ممّا ينتفع به الناس؟ قال فاغتاض لذلك جعفر بن محمّد عليهماالسلام فقال : أمسك ويحك الألف واحد ، واللام ثلاثون ، والميم أربعون ، والصاد ستّون ، كم معك؟ فقال الرّجل : أحد وثلاثون ومائة ، فقال جعفر بن محمد عليهماالسلام : إذا انقضت سنة إحدى وثلاثين ومائة انقضى ملك أصحابك.
قال : فنظرنا فلمّا انقضت إحدى وستّون ومائة يوم عاشوراء دخل المسوّدة (١) الكوفة وذهب ملكهم (٢).
أقول : ولعلّه مبنيّ على حساب المغاربة كما قيل (٣) ، فإنّ ترتيب أبجد عندهم : أبجد ـ هوز ـ حطي ـ كلمن ـ صعفض ـ قرست ـ ثخذ ـ ظعش ـ.
فالصاد المهملة عندهم ستّون ، وحينئذ يستقيم إذا بني على البعثة ، أو نزول الآية كما قيل (٤).
وأمّا لو بني على ما هو المعروف من ترتيب أبي جاد فلا يستقيم ، لأن عدد الحروف حينئذ أحد وستّون ومائة ، والموجود في اكثر نسخ الكتاب أحد وثلاثون ومائة ، مع أنّه لا يتمّ حينئذ على تاريخ الهجرة ، ولا على تاريخ عام الفيل ، ولا على مدّة ملكهم لكونه ألف شهر.
وأمّا في ذيل خبر أبي لبيد : «ويقوم قائمنا عند انقضائها «ب (الر) فقد تكلّم فيه
__________________
(١) المسوّده (بكسر الواو) : لابسوا السواد والمراد أصحاب الدعوة العباسيّة لأنهم يلبسون ثيابا سوداء.
(٢) رواه : البحار ج ١٩ ص ٩٢ ط الكمباني عن العياشي في تفسيره ج ٢ ص ١.
(٣) احتمله المجلسي في البحار ج ٥٣ ص ١٠٨ وج ١٩ ص ٩٢ ط الكمباني.
(٤) المصدر السابق.