بعض (١) الأعلام ، وذكر احتمالات كثيرة في المقام مع انقضاء بعضها الى هذا العام ، وعدم ظهور الحجّة عليه الصلاة والسّلام لكن الأولى السكوت عمّا سكت الله تعالى وأوليائه عنه ، وترك الفحص عمّا حجّبنا عنه حملة العلم وخزّان الوحي ، كيلا يكذّبنا الصادق عليهالسلام بقوله : كذب الوقّاتون.
فالأولى ترك البحث عنه وعمّا وجد بخطّ الامام أبي محمد العسكري عليهماالسلام على ما رواه في البحار ، من كتاب «المحتضر» للحسن بن سليمان تلميذ الشهيد الثاني ، وفيه : «قد صعدنا ذرى الحقائق بأقدام النبوّة والولاية». الى أن قال : وسيسفر ، وفي بعض النسخ : وسيفجّر لهم ، أي لشيعتهم ، ينابيع الحيوان بعد لظى النيران لتمام الروطه وطواسين من السنين (٢).
لأنّ العلم بمعرفته واستنباطه مختصّ بهم وبمن منحوه علمه من شعيتهم.
مضافا الى احتمال تطرق البداء فيما أريد به من الاحتمالات.
بل في كتاب الغيبة للشيخ النعماني في الصحيح عن ابي حمزة الثمالي قال : قلت لأبي جعفر عليهالسلام : إنّ عليا عليهالسلام كان يقول : الى السبعين بلاء ، وكان يقول : بعد البلاء رخاء ، وقد مضت السبعون ولم نر رخاء.
فقال أبو جعفر عليهالسلام : يا ثابت إنّ الله تعالى كان وقّت هذا الأمر في السبعين ، فلمّا قتل الحسين عليهالسلام اشتدّ غضب الله تعالى على اهل الأرض فأخّره الى أربعين ومائة سنة فحدّثناكم فأذعتم الحديث ، وكشفتم قناع الستر فأخّره الله ولم يجعل له بعد ذلك وقتا عندنا ، و (يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ) (٣)
__________________
(١) هو العلامة المجلسي قدّس سره في البحار ج ٥٢ ص ١٠٨ ـ ١٠٩.
(٢) بحار الأنوار ج ٢٦ ص ٢٦٥.
(٣) الرعد : ٣٩.