قال ابو حمزه : وقلت ذلك لأبي عبد الله عليهالسلام ، فقال : قد كان ذاك (١).
ولكن نحن نردّ علم هذا الخبر أيضا إليهم عليهمالسلام.
وبالجملة فلا يصلح التعويل على شيء من محتملات الخبرين رجما بالغيب من دون بيّنة واضحة على ذلك ، ولذا أبطل أمير المؤمنين عليهالسلام مقالة اليهود في استنباطهم لمدّة الدّولة النبويّة الخاتميّة من هذه الحروف المقطّعة ، كما رواه الإمام عليهالسلام في تفسيره.
ورواه الصدوق في «المعاني» ، قال عليهالسلام : ثمّ اليهود يحرّفونه عن جهته ، ويتأولونه على غير وجهه ، ويتعاطون التوصّل الى علم ما قد طواه الله عنهم من حال أجل هذه الامّة وكم مدّة ملكهم فجاء الى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم منهم جماعة ، فولّى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عليا عليهالسلام لمخاطبتهم ، فقال قائلهم : إن كان ما يقول محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم حقا فقد علّمناكم قدر ملك امّته ، هو احدى وسبعون سنة : الألف واحد ، واللام ثلاثون ، والميم أربعون.
فقال علي عليهالسلام : فما تصنعون بالمص وقد أنزلت عليه؟ قالوا : هذه إحدى وستّون ومائة سنة قال عليهالسلام : فماذا تصنعون «ب (الر)؟ وقد أنزلت عليه ، فقالوا : هذه أكثر ، هذه مائتان واحدى وثلاثون سنة ، فقال عليّ عليهالسلام : فما تصنعون «ب (المر)؟ قالوا : هذه مائتان وإحدى وسبعون سنة.
فقال عليّ عليهالسلام : فواحدة من هذه له ، أو جميعها له؟
فاختلط كلامهم ، فبعضهم قال : له واحدة منها ، وبعضهم قال : بل يجمع له كلّها وذلك سبعمائة وأربع وثلاثون سنة ، ثم يرجع الملك إلينا ، يعني الى اليهود.
فقال عليّ عليهالسلام : أكتاب من كتب الله نطق بهذا ، أم آراؤكم دلّتكم عليه؟ فقال
__________________
(١) بحار الأنوار ج ٥٢ ص ١٠٥ ح ١١ عن كتاب الغيبة.