لم يكن ذلك على وجهه ومن بابه الّذي هو تصديق الرّسول صلىاللهعليهوآله.
ومن هنا يظهر أنّ الآية ناعية على أهل السّنة أيضا حيث لم يكن إيمانهم على الوجه الّذي أمروا به من ولاية أولياء الأمر الّذين جعلهم الله أبوابه وحجّابه ، بل هم الأعراف الّذين لا يعرف الله تعالى إلّا بسبيل محبّتهم وولايتهم وطاعتهم كما في الأخبار الكثيرة المتواترة من الطّريقين ، (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ) في علي أمير المؤمنين ثمّ (لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ) من ولايته وخلافته ووصايته (وَيُسَلِّمُوا) له الأمر (تَسْلِيماً) (١) (٢).
ولعل في الآية إشارة إلى ذلك ، فانّه سبحانه جعل أرض العبادات البدنيّة وظاهر الطّاعات القلبيّة والقالبيّة فراشا للمؤمنين يتقلبون فيها ويستقرّون في إقامة مراسم دينهم عليها ، وجعل سماء الإعتقادات الحقّة الأصوليّة من التوحيد والنّبوة وما جاء به النّبي صلىاللهعليهوآله قبّة مضروبة عليهم وهي قبّة الإسلام وفسطاط الإيمان وأنزل من سماء الايمان والتّصديق بالله ورسوله ماء الرّحمة الرّحيميّة ومعين الولاية العلويّة ، فانّ شيعتهم خلقوا من فاضل طينتهم وعجنوا بماء ولايتهم ، (وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ) طريقة ولاية أمير المؤمنين وذرّيّته المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين (لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً) (٣) ، وهو ما أشرنا إليه من أنّه من آثار رحمة الله الرّحيميّة يحيي به أراضي النفوس ، فضلا عن شؤونها من الطّاعات والعبادات بعد موتها ، فأخرج به من ثمرات الطاعات والعبادات الصالحة المقبولة والعلوم والمعارف الحقيقية النّورانيّة رزقا لهم يعيشون بها في الدّنيا والآخرة.
__________________
(١) النساء : ٦٥.
(٢) مرآة العقول ج ٤ ص ٢٨٣ في شرح ح (٧) من الكافي ج ١ ص ٣٩١.
(٣) سورة الجنّ : ١٦.