ولذاورد عن الصادق عليهالسلام على ما رواه في كتاب الكافي والفضائل قال : نزل جبرئيل عليهالسلام بهذه الآية هكذا : وإن كنتم في ريب ممّا نزّلنا على عبدنا في عليّ (١) انتهى.
وفي تفسير الإمام عليهالسلام قال لمّا ضرب الله الأمثال للكافرين المجاهرين الدّافعين لنبوّة محمّد صلىاللهعليهوآله والناصبين المنافقين لرسول الله الدّافعين ما قاله محمّد صلىاللهعليهوآله في أخيه عليّ عليهالسلام والدّافعين أن يكون ما قاله من الله تعالى وهي آيات محمّد صلىاللهعليهوآله ومعجزاته مضافا إلى آياته الّتي بيّنها لعليّ عليهالسلام بمكّة والمدينة ولم يزدادوا إلّا عتوّا وطغيانا قال الله تعالى لمردة أهل مكّة وعتاة أهل المدينة : (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا) حتّى تجحدوا أن يكون محمّد رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وأن يكون هذا المنزل عليه كلامي مع اظهاري عليه بمكّة الباهرات من الآيات كالغمامة الّتي كانت تظلّه بها في أسفاره ، والجمادات الّتي كانت تسلّم عليه من الجبال والصخور والأحجار ، وكدفاعه قاصديه بالقتل عنه وقتله إيّاهم ، وكالشجرتين المتباعدتين اللّتين تلاصقتا فقعد خلفهما لحاجة ثمّ تراجعتا إلى مكانهما كما كانتا ، وكدعائه الشّجرة فجاءته خاضعة ذليلة ، ثمّ أمره لها بالرّجوع فرجعت سامعة مطيعة ، فاتوا يا معشر قريش واليهود ، ويا معشر النواصب المنتحلين بالإسلام الّذين هم منه براء ويا معشر العرب الفصحاء البلغاء ذوي الألسن بسورة من مثله ، من مثل محمّد ، من مثل رجل منكم لا يقرأ ولا يكتب ولم يدرس كتابا ولا اختلف إلى عالم ولا تعلّم من أحد ، وأنتم تعرفونه في أسفاره وحضره ، بقي كذلك أربعين سنة ، ثمّ أوتي جوامع العلم حتى علم علم الأوّلين والآخرين ، فإن كنتم في ريب من هذه الآيات فأتوا من
__________________
(١) تفسير البرهان ج ١ ص ٧٠ عن الكافي.