العالم ، والغين من الغيّ ، (ف ق) فالفاء فوج من أفواج النار ، والقاف قرآن على الله جمعه وقرآنه (ك ل) فالكاف من الكافي ، واللام لعن (١) الكافرين في افتراءهم على الله الكذب (م ن) فالميم ملك الله يوم لا مالك غيره ويقول عزوجل : (لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ) ، ثم ينطق أرواح أنبيائه ورسله وحججه فيقولون : (لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ) ، فيقول جلّ جلاله : (الْيَوْمَ تُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسابِ) (٢) والنون نوال الله للمؤمنين ، ونكاله بالكافرين (وه) فالواو ويل لمن عصى الله ، والهاء هان على الله من عصاه (لا ي) فلام ألف لا إله إلّا الله ، وهي كلمة الإخلاص ، ما من عبد قالها مخلصا إلّا وجبت له الجنّة ، والياء يد الله فوق خلقه باسطة بالرزق (سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ).
ثمّ قال عليهالسلام إنّ الله تبارك وتعالى أنزل هذا القرآن بهذه الحروف الّتي يتداولها جميع العرب ، ثم قال : (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً) (٣) (٤).
وفي التوحيد والأمالي ، والمعاني بالإسناد عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهماالسلام قال : لمّا ولد عيسى بن مريم على نبيّنا وآله وعليهالسلام كان ابن يوم كأنه ابن شهرين ، فلمّا كان ابن سبعة أشهر أخذت والدته بيده وجاءت به الى الكتّاب وأقعدته بين يدي المؤدّب ، فقال له المؤدّب : قل بسم الله الرّحمن الرّحيم ، فقال عيسى على نبيّنا وآله وعليهالسلام : بسم الله الرّحمن الرّحيم ، فقال له المؤدّب :
__________________
(١) في الأصل : لغو الكافرين
(٢) غافر : ١٧.
(٣) الإسراء : ٨٨.
(٤) بحار الأنوار ج ٣ كتاب العلم ص ٣١٥ ـ ٣١٩ ح ٣ عن المعاني والعيون ، والأمالي ، والتوحيد.