قل : أبجد فرفع عيسى على نبيّنا وآله وعليهالسلام رأسه ، فقال : هل تدري ما أبجد؟ فعلاه بالدّرّة ليضربه ، فقال : يا مؤدّب لا تضربني إن كنت تدري ، وإلّا فاسئلني حتّى أفسّر ذلك ، فقال : فسّر لي ، فقال عيسى على نبيّنا وآله وعليهالسلام : أمّا الألف فآلاء الله ، والباء بهجة الله ، والجيم جمال الله ، والدال دين الله ، (هوّز) : الهاء هي هول جهنّم ، والواو : ويل لأهل النار ، والزاي : زفير جهنّم ، (حطّي) : حطّت الخطايا عن المستغفرين ، (كلمن) كلام الله لا مبدّل لكلماته ، (سعفص) : صاع بصاع ، والجزاء بالجزاء ، (قرشت) : قرشهم (١) فحشرهم.
فقال المؤدّب : أيّتها المرأة خذي بيد ابنك فقد علم ، ولا حاجة له في المؤدّب (٢).
وفي التوحيد والمعاني ، عن الكاظم عليهالسلام ، عن جدّه الحسين بن علي عليهماالسلام ، قال : جاء يهوديّ إلى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وعنده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام فقال له : ما الفائدة في حروف الهجاء؟ فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لعليّ عليهالسلام : أجبه ، وقال : اللهم وفّقه وسدّده فقال عليّ بن أبي طالب عليهالسلام : ما من حرف إلّا وهو من أسماء الله عزوجل ، ثم قال : أمّا الألف فالله الّذي (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) ، وأمّا الباء فباق بعد فناء خلقه ، وأمّا التاء فالتوّاب يقبل التوبة من عباده ، وأمّا الثاء فالثابت الكائن ، (يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ) ، وأمّا الجيم فجلّ ثناؤه وتقدست أسماؤه ، وأمّا الحاء فحقّ حيّ حليم ، وأمّا الخاء فخبير بما يعمل العباد ، وأمّا الدال فديّان الدين ، وأما الذال ف (ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ) ، وأمّا الراء فرؤف بعباده ، وأمّا الزاي فزين المعبودين (وفي نسخة :
__________________
(١) قرشه يقرشه : قطّعه وجمعه من هاهنا وهاهنا وضمّ الى بعض.
(٢) بحار الأنوار ج ٢ كتاب العلم ص ٣١٦ ـ ٣١٧ ح ١ عن المعاني والأمالي والتوحيد.