الآيات والأخبار وغيرها ، حتى أنّه ذهب المفيد (١) وجماعة إلى إنكار وزن الأعمال بظاهره نظرا إلى أنّها أعراض ومعاني لا يتعقّل تجسّمها ولا وزنها ، بل المراد من الميزان التعديل بين الأعمال والجزاء عليها لا على وجه الإحباط على ما يأتي ، وإلّا فلا وزن ولا ميزان على الحقيقة وقال الآخرون منهم أن الميزان بظاهرة حق إلّا أنّ الله تعالى يخلق بإزاء الأعمال ومناسباتها صورا حسنة أو قبيحة وتكون هي الموزونة في الميزان الحقيقي.
وذهب ثالث إلى أنّ الموزون صحايف الأعمال لا نفسها لظواهر بعض الاخبار الّتي ستسمعها عند التّعرض للمسألة في تفسير الآيات المتعلّقة بها إنشاء الله تعالى.
وذهب جمع من المحققين إلى الثاني وهم بين من أثبت تجسّم الأعمال وتجوهر الأعراض على وجه القضيّة الجزئية ، بمعنى إثباتها للبعض أو للكلّ ، والكل بعض ما في الجنّات من الحور والقصور وغيرها ، وبين من أثبته على الكليّة ، فليس عندهم لها وجود ولا ظهور إلّا بموادّ الأعمال وصورها ، قال الملا صدرا (٢) بعد كلام طويناه ، فتحقّق وتبيّن أنّ الجنّة الجسمانيّة عبارة عن الصور الإدراكية القائمة
__________________
(١) ابو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان بن عبد السّلام البغدادي شيخ المشايخ الجلّة ورئيس رؤساء الملّة ومحيي الشريعة توفي ليلة الثالث من شهر رمضان سنة (٤١٣) ه قال السيّد الجليل السيد حسين البروجردي في نخبة المقال :
وشيخنا المفيد بن محمّد |
|
عدل له التوقيع هاد مهتد |
استاذه صدوق السعيد
وبعد عزّ (٧٧) رحم المفيد (٤١٣) ـ هدية الأحباب ص ٢٤٤ ـ
(٢) هو صدر الدين محمد بن ابراهيم الشيرازي الحكيم المتأله فارس حكماء فارس ، صاحب الأسفار وشرح أصول الكافي توفي بالبصرة حال توجهه الى الحج سنة (١٠٥٠) ه وقد أشار اليه السيّد المؤلف البروجردي في نخبة المقال بقوله : «ثم ابن ابراهيم صدر الأجلّ في سفر الحج (مريض ١٠٥٠) ارتحل قدوة أهل العلم والصفاء ويروي عن الداماد والبهائي.