وجزئيات اجزائه في أماكنها وأوقاتها المخصوصة وأراد إيجاد الأوقات بهويّاتها المخصوصة لا في أوقات اخرى وكذا أراد إيجاد الأماكن بهويّاتها المخصوصة لا في اماكن اخرى ، وذلك لأنّ تخصيص الحادث بوقت خاص يفتقر إلى ذلك الوقت ولا يفتقر ذلك الوقت في تخصيصه الى شيء آخر غير الارادة القديمة لأنّ التخصص الحدوثي فيه عين ذاته وهويّته والذّاتي للشيء غير معلّل بأمر ولا يفتقر إلى الجاعل له جعلا بسيطا وهكذا حكم الأمكنة في تخصصاتها المكانيّة ، وعن الثاني بأنّ فيضه تعالى يتعلّق بكلّ ما يعلمه خيرا في نظام الوجود فليس في العالم الامكاني شيء مناف لذاته ولا لعلمه الّذي هو عين ذاته ولا أمر غير مرضي به فذاته بذاته كما أنّه علم تامّ بكلّ خير موجود فهو أيضا إرادة ورضا لكلّ خير إلّا أن أصناف الخيرات متفاوتة وجميعها مرادة له تعالى مرضيّ بها له فضرب منها خيرات محضة لا يشوبها شرّيّة واقعيّة إلّا ما بحسب إمكاناتها الاعتباريّة المختفية تحت سطوع النّور الإلهي الوجوبي على تفاوت مراتبها في شدّة النوريّة الوجوديّة وضعفها ، وضرب منها خيرات يلزمها شرّية واقعية لكن الخير فيها غالب مستول والشرّ مغلوب مقهور ، وهذا القسم أيضا مراد لا محالة واجب الصدور عن الجواد المحض والمختار لكل ما هو خير لأنّ في تركه شرّا كثيرا ، والحكيم لا يترك الخير الكثير لأجل الشّر القليل ، وأمّا الشّر المحض والشّر المستولي والشّر المكافئ للخير فلا حصول لأحد من هذه الثلاثة في هذا العالم فلم يرد الله شيئا منها : ولم يأذن له في قول كن للدّخول في حرم الكون والوجود ، فالخيرات كلّها مرادة بالذّات ، والشرور القليلة اللازمة للخيرات الكثيرة أيضا إنّما يريدها لا بما هي شرور فالشّرور اللّطيفة النادرة داخلة في قضاء الله تعالى بالعرض وهي مرضي بها كذلك