من حروف التهجّي ، وذكر الوجه السادس لمعنى الاسم حيث قال : معناه من الألفة.
سبب ألفة الخلق فكذلك الألف عليه تألّفت الحروف وهو سبب ألفتها (١).
وذكر بعض المحقّقين أنّ من مداليل كلّ حرف من الحروف جميع الأسماء المفتتحة بذلك من أسماء الله الحسنى ، ولعلّ في اختلاف الأخبار المفسّرة للحروف بالأسماء إشارة الى ذلك كما نبّهنا عليه ، وبنى عليه آخرون التوسّل بتلك الأسماء الّتي لها الإحاطة والتصرف في الكائنات لنيل المطالب ، واستجلاب المآرب ، بأن يؤخذ لكلّ حرف من حروف اسم الطالب أو المقصد اسما من الأسماء الحسنى ، أوّله ذلك الحرف فيذكرها بعدد أعدادها ، أو بعدد حروف هجائها.
أو بعدد حروف أعدادها ، أو غير ذلك من الوجوه المذكورة في موضعها.
ومنها : أنّ فيها تواريخ حوادث العالم ، أو خصوص ما يتعلّق بدولة بني هاشم المحقّين منهم ، والمبطلين ، وما يتعلّق بقيام القائم عجّل الله فوجه حسبما سمعت في خبر أبي لبيد ، ووجادة العسكري وتفسير (عسق) ، وغير ذلك.
ومنها : أنّ فيها إفحاما للمشركين المعاندين ، وإيقاظا لمن تحدّاهم به منهم ، وتنبيها لهم على أنّ المتلوّ عليهم كلام منظوم ممّا ينظمون منه كلامهم ويتحاورونها في خطبهم وأشعارهم ، فلو كان من عند غير الله تعالى لما عجزوا عن الإتيان بسورة من مثله ، سيّما مع تظاهرهم ، وتوفّر دواعيهم وشدّة حرصهم على ذلك ، وهو صلوات الله عليه يتلو عليهم : (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً) (٢).
وغير ذلك من الآيات المشتملة على التحدّي.
__________________
(١) نور الثقلين ج ١ ص ٣٠ ـ ٣١ ح ٩.
(٢) الإسراء : ٨٨.