الثاني : العاري منها ، فإن لم تضف إليه سورة منع من الصرف ، كهذه هود ، وقرأت هود ، وإن أضيف إليه سورة لفظا أو تقديرا صرف ، كقرأت سورة هود ، ما لم يكن فيه مانع يمنعه ، كقرأت سورة يونس.
الثالث : الجملة نحو (قُلْ أُوحِيَ) و (أَتى أَمْرُ اللهِ) فيحكى فإن كان أوّلها همزة وصل قطعت ، لأنّها لا تكون في الأسماء إلّا في ألفاظ معدودة تحفظ ولا يقاس عليها ، أو في آخره تاء التأنيث قلبت هاء في الوقف إذ هو شأن التاء الّتي في الأسماء ، وتعرب لكونها اسما ولا موجب للبناء ويمنع الصرف للعلميّة والتأنيث ، نحو «قرأت اقتربت» بفتح التاء ، وفي الوقف «اقتربه».
الرابع : حروف الهجاء كصاد ، وقاف ، ونون ، يجوز فيها الحكاية ، لأنّها حرف فتحكى كما هي ، ويجوز فيها الإعراب لجعلها أسماء لحروف الهجاء ، وعلى هذا يجوز فيها الصرف والمنع ، بناء على تذكير الحرف وتأنيثه ، وسواء أضيف إليه سورة أم لا ، نحو «قرأت صاد» أو «سورة صاد» بسكون الدال ، ومثل «قرأت صاد أو قرأت صادا» وقرأت سورة صاد أو قرأت سورة صاد.
الخامس : في (حم) ، و (طس) ، و (يس) اختلفوا ، فأوجب ابن عصفور (١) فيها الحكاية ، لأنّها حروف مقطّعة ، وجوّز الشلوبين (٢) فيها الحكاية والإعراب غير منصرف لموازنتها هابيل وقابيل ، وقد قرء ياسين بفتح النون ، وسواء في جواز
__________________
(١) هو علي بن مؤمن بن محمد بن علي أبو الحسن بن عصفور النحوي الحضرمي الإشبيلي حامل لواء العربية في زمانه بالأندلس ولد سنة (٥٩٧) ه ، ومات سنة (٦٦٣) أو (٦٦٩).
بغية الوعاة ص ٣٥٧
(٢) هو عمر بن محمد بن عمر بن عبد الله أبو علي الإشبيلي المعروف بالشلوبين ومعناه بلغة الأندلس الأبيض الأشقر ، كان من ائمة العربيّة في عصره ولد سنة (٥٦٢) ومات سنة (٦٤٥) ه
بغية الوعاة ص ٣٦٤.