الأمرين أضيفت إليها سورة أم لا.
السادس : المركّب نحو (طسم) إذا لم تضف إليها سورة ففيها يجوز الوجهان المتقدّمان : الحكاية ، والإعراب ، ووجه ثالث أيضا وهو بناء الجزئين على الفتح كخمسة عشر.
وإن أضيف إليها سورة لفظا أو تقديرا ففيه الوجهان ، ويجوز على الإعراب فتح النون واجراء الإعراب على الميم نحو بعلبك ، وإجراؤه على النون مضافا الى ما بعده ، وعلى هذا يجوز في (ميم) الصرف وعدمه على تذكيره وتأنيثه.
وأمّا (كهيعص) و (حم عسق) فلا يجوز فيهما إلّا الحكاية سواء أضيف إليها سورة أم لا ، ولا يجوز فيهما الإعراب لفقد النظير في الأسماء المعربة ، ولا تركيب المزج لأنّه لا يتركّب عن أسماء كثيرة.
وأجاز يونس (١) في (كهيعص) أن يكون كلّه مفتوحة ، والصاد مضمومة معربة ، ووجهه أنّه جعله اسما أعجميا ، وأعربه وإن لم يكن له نظير في الأسماء المعربة.
أقول : لكنّ الّذي حكاه عنه نجم الأئمة البناء على أن يكون كاف مركبا مع صاد والباقي حشو لا يعتد به ، وهو كما ترى.
ومن جميع ما مرّ يظهر الوجه في قراءة من قرأ صاد ، وقاف ، ونون ، مفتوحات ، أو ياسينا منصوبا ، أو غير ذلك من القراءات.
ومنها : أنّ هذه الفواتح على فرض كونها أسماء الله تعالى أو للقرآن ، أو للسورة ، أو غيرها ، لها حظّ من الإعراب.
فيجوز أن يكون محلّها الّرفع على الابتداء ، وغيرها ، مذكور أو محذوف ، أو
__________________
(١) يونس بن حبيب النحوي المتوفى (١٨٢) ه