حجّة حجّها ، وفي تلك الحجّة وعند غدير خمّ جمع المسلمين وألقى عليهم خطبة غرّاء ، وضع فيها النقاط على الحروف ، فعيّن للمسلمين من بعده خليفته ووصيّه ، ألا وهو الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام بقوله : «من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه ...» إلى آخر كلامه.
ولم يمكث طويلا بعد حجّة الوداع حتّى مرض مرضه الذي توفّي فيه في المدينة المنوّرة يوم الاثنين الثامن والعشرين من شهر صفر ، وقيل في الثاني عشر من شهر ربيع الأول سنة ١١ ه ، ودفن فيها ، ومرقده الشريف أقدس ضريح لدى مسلمي العالم.
وبوفاته فقدت الإنسانيّة أشرف وأنبل مصلح ومنقذ لها من براثن الشرك والجهل والعبوديّة والعمى ، وبرحيله إلى الملكوت الأعلى خسرت البشريّة أشجع الناس طرّا ، وأعظمهم بلاغة وفصاحة.
أنجب من زوجته الأولى السيّدة خديجة بنت خويلد : القاسم وعبد الله وزينب ، ورقيّة وأمّ كلثوم وسيّدة نساء العالمين من الأوّلين والآخرين فاطمة الزهراء عليهاالسلام.
وبعد وفاة خديجة تزوّج بعدد من النساء لم ينجبن إلّا زوجته مارية بنت شمعون القبطيّة أمّ ولده إبراهيم.
توفّي جميع أولاده في حياته إلّا ابنته فاطمة الزهراء عليهاالسلام ، والتي زوّجها بأمر من الله إلى عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، فولدت للإمام عليهالسلام الحسن والحسين وزينب وأمّ كلثوم ومحسّنا الذي أسقطته عند هجوم الظالمين على دارها.
انحصرت نسبة كلّ منتسب إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله بالإمامين الحسن والحسين عليهماالسلام. أمّا معاجز النبيّ صلىاللهعليهوآله فكثيرة يصعب حصرها ، منها : القرآن المجيد الذي أعجز الخلق من أن يأتوا بآية منه. وإرواؤه الكثيرين من الماء القليل ، وإخباره بالكائنات قبل تواجدها ، وتحويله الماء المالح إلى ماء عذب ، وإطعامه الخلق الكثير من الطعام القليل ، وغير ذلك من المعاجز الباهرة والكرامات الفائقة.
ومن الأعمال المهمّة التي قام بها النبيّ صلىاللهعليهوآله إرساله الرسائل والكتب إلى الملوك والرؤساء