٣ ـ العقلاء : اولي الفكر والمعرفة يعرفون ما فيه الخير أوّلاً ، ثمّ هل يعدّ ذلك بصالحهم ثانياً ، فما يصدر منهم محاط بفكرين وأمرين.
٤ ـ الأولياء : هم ساسة الخلق ، وأركان البلاد ، وصفوة الله في أرضه ، وأُمنائه وخلفائه ومظاهر أسمائه الحسنى وصفاته العليا.
فالعقل جوهرة قدسية ربانية ، أفاض الله بها على الإنسان ليكرّمه على جميع مخلوقاته ، فإنّه بالعقل امتاز الإنسان عن العجماوات وتشرّف على الكائنات.
وقد بحث العلماء عنه كثيراً ، وقسّموه إلى تقسيمات عديدة. وذكروا أنّ له تجلّيات ومقامات ومراتب تتعلّق بفيض الله وصنعه. منها : أنّه أوّل ما خلق الله من الروحانيين هو العقل وكان على يمين العرش ، وأنّه خلق من نور الله جلّ جلاله.
هذا هو العقل الجوهري الأوّل ، وأمّا في الإنسان حيث أنّه مركّب من روح وعقل وجسد ، فإنّ العقل فيه باصطلاح المتكلّمين : عبارة عن مجموع علوم ضرورية ، إذا خلقها الله تعالى في الإنسان صحّ من الله تكليف الإنسان ، وهي بجملتها عشرة علوم :
أوّلها : علم الإنسان بنفسه ، وبكثير من أحواله التي يجد الإنسان كون نفسه على أحواله.
وثانيها : علمه بانتفاء ما لا يدركه من الأشياء المدركة.
وثالثها : علمه بسلامة الأحوال.