من الرجوع إليهم في الرواية ، فتأمّل.
ومنها : مكاتبة أبي الحسن الإمام الكاظم (عليهالسلام) وهو في السجن لعليّ بن سويد السابي في رسالة قال : وأمّا ما ذكرت يا عليّ ممّن تأخذ معالم دينك؟ لا تأخذن معالم دينك عن غير شيعتنا فإنّك إن تعدّيتهم أخذت دينك عن الخائنين الذين خانوا الله ورسوله وخانوا أماناتهم ، إنّهم ائتمنوا على كتاب الله فحرّفوه وبدّلوه فعليهم لعنة الله ولعنة رسوله ولعنة ملائكته ولعنة آبائي الكرام البررة ولعنتي ولعنة شيعتي إلى يوم القيامة (١).
والرواية من حيث السند ضعيفة لمحمّد بن إسماعيل الرازي وعليّ بن حبيب المدائني ولم يوثّقا في علم الرجال ، وكذلك عليّ بن سويد ضعيف في نفسه.
فظاهر الخبر الشريف أنّ المخالف خائن ، ولا انفكاك بين مخالفته للحقّ وفساد مذهبه وبين الخيانة ، فكيف يؤتمن الخائن على المذهب الحقّ ويرجع إليه في الفتيا وتقليد الأُمور وزعامة الشيعة؟!
وذهب بعض الأعلام مناقشاً : بأنّ المدّعى هو اشتراط الإيمان في المجتهد ، وظاهر الخبر أنّ المانع من قبول قول المخالف هو عدم الإيمان لا مجرّد اعتقاد الخلاف ، فالحيثيّة تعليليّة لا تقييدية في قوله (شيعتنا) كما أنّ النهي الوارد في الخبر عن الأخذ عن غير الشيعة إنّما هو من جهة عدم الوثوق بهم ، لأنّهم خونة حيث خانوا الله ورسوله وخانوا أماناتهم ومنها الولاية العظمى فيكون مختصّاً بنقل الخبر ، وهذا
__________________
(١) الوسائل : باب ١١ من أبواب صفات القاضي ، الحديث ٤٢.