وأمّا الاجتهاد عند الشيعة الإمامية
فهو يعني استفراغ الوسع واستقصاء طرق كشف الأحكام من الأدلّة التفصيلية من الكتاب والسنّة ، فهو استنباط الفروع من الأُصول الثابتة والمأثورة في الدين من الآيات الكريمة والروايات الشريفة المعتبرة ، وبني الاجتهاد عندهم على قاعدتين أساسيّتين الكتاب والسنّة التي تعني قول المعصوم (عليهالسلام) وفعله وتقريره ، وأمّا الإجماع فهو حاكٍ عن السنّة كما مرّ وأمّا العقل فهو الحاكم في مقام امتثال الأحكام الشرعيّة وليس في مقام التشريع ، وقد يكون حكمه طريقاً إلى معرفة حكم الشرع ، فكلّ ما حكم به العقل حكم به الشرع.
عن الحاجبي والعلّامة الحلّي : أنّه استفراغ الوسع لتحصيل الظنّ بالحكم الشرعي.
__________________
شئت تتأخّر فتأخّر» (دائرة المعارف الإنصاف في بيان سبب الاختلاف) ٣ : ٢١٢).
وأمّا الإمامية الاثني عشرية فقد آمنوا باستمرار الرسالة المحمّدية والقيام بها حفظاً وتبليغاً من قبل خلفاء رسول الله الأئمة الاثني عشر (عليهمالسلام) ض الذين نصّ عليهم في مواطن عديدة فقاموا بتغطية المستجدّات الزمانية والمكانية بالنصوص المودعة عندهم من قبل جدّهم رسول الله (صلىاللهعليهوآله) ، فكانت مدرسة أهل البيت غنيّة بالنصوص ، ووضع الأئمة (عليهمالسلام) القواعد الفقهية والأُصوليّة التي مهّدت للغيبة الكبرى وإعطاء دور عظيم للفقهاء العدول ، وبهذه القواعد الأوّلية أرى المذهب الشيعي أُصوله المحمّدية ، ولا فرع إلّا وله مدخل في أُصولنا ومخرج على مذهبنا كما قاله الشيخ الطوسي عليه الرحمة ، وبهذا يبقى المذهب الشيعي يتماشى مع كلّ عصر وفي كلّ مصر ، فهو مذهب حيّ يعتقد بإمامة إمام حيّ المهدي من آل محمّد (عليهمالسلام) ض.