وإنّما جيء بالفصل بين معرفة وغير معرفة ، وحقّه أن يقع بين معرفتين ، لمضارعة «افعل من» للمعرفة في امتناع دخول اللام عليه ، فأجري مجراه. وقرأ ابن عامر : ةأشدّ منكم بالكاف. (وَآثاراً فِي الْأَرْضِ) مثل القلاع والمدائن الحصينة. وقيل : المعنى : وأكثر آثارا ، كقوله : متقلّدا سيفا ورمحا (١) ، أي : وحاملا رمحا ، لأنّ الرمح لا يتقلّد. (فَأَخَذَهُمُ اللهُ بِذُنُوبِهِمْ وَما كانَ لَهُمْ مِنَ اللهِ مِنْ واقٍ) يمنع العذاب عنهم.
(ذلِكَ) الأخذ (بِأَنَّهُمْ كانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ) بالمعجزات الباهرات ، والأحكام الواضحات (فَكَفَرُوا فَأَخَذَهُمُ اللهُ) أهلكهم عقوبة على كفرهم (إِنَّهُ قَوِيٌ) قادر على الانتقام منهم ، متمكّن ممّا يريده غاية التمكّن (شَدِيدُ الْعِقابِ) لا يؤبه بعقاب دون عقابه.
(وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا وَسُلْطانٍ مُبِينٍ (٢٣) إِلى فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَقارُونَ فَقالُوا ساحِرٌ كَذَّابٌ (٢٤) فَلَمَّا جاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنا قالُوا اقْتُلُوا أَبْناءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِساءَهُمْ وَما كَيْدُ الْكافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلالٍ (٢٥) وَقالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسادَ (٢٦) وَقالَ مُوسى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسابِ (٢٧) وَقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللهُ وَقَدْ جاءَكُمْ
__________________
(١) صدره : ورأيت زوجك في الوغى متقلّدا ....