وحفص : من ثمرات بالجمع ، لاختلاف الأنواع.
و «ما» نافية. و «من» الأولى زائدة للاستغراق. ويحتمل أن تكون موصولة معطوفة على «الساعة». و «من» مبيّنة ، بخلاف قوله : (وَما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثى وَلا تَضَعُ) بمكان ، أي : ما يحدث شيء من خروج ثمرة ، ولا حمل حامل ، ولا وضع واضع (إِلَّا بِعِلْمِهِ) إلّا مقرونا بعلمه واقعا حسب تعلّقه به. فيعلم سبحانه قدر الثمار وأجزاءها وكيفيّتها ، من طعومها وروائحها وألوانها. ويعلم ما في بطون الحبالى ، وأنواع انتقاله من حال إلى حال ، وكيفيّته من الطول والقصر والوسط ، ومن الخداج (١) والتمام ، والذكورة والأنوثة ، والحسن والقبح.
(وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ) ينادي المشركين (أَيْنَ شُرَكائِي) أضافهم إليه تعالى على زعمهم. وبيانه في قوله : (أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ) (٢) وفيه تهكّم وتقريع.
(قالُوا آذَنَّاكَ) أعلمناك (ما مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ) من أحد يشهد لهم بالشركة ، إذ تبرّأنا عنهم لمّا جاءنا ، فما منّا اليوم إلّا من هو موحّد لك. فيكون السؤال عنهم للتوبيخ. أو من أحد يشاهدهم ، لأنّهم ضلّوا عنّا.
وقيل : هو قول الشركاء ، أي : ما منّا من شهيد يشهد لهم بأنّهم كانوا محقّين فيما أضافوا إلينا من الشركة.
(وَضَلَّ عَنْهُمْ ما) أي : آلهة غير الله (كانُوا يَدْعُونَ) يعبدون (مِنْ قَبْلُ) في الدنيا ، أي : لا يرونهم ، أو لا ينفعونهم ، فكأنّهم ضلّوا عنهم على التفسير الأخير (وَظَنُّوا) وأيقنوا (ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ) مهرب من عذاب الله. والظنّ معلّق عنه بحرف النفي.
__________________
(١) الخداج : كلّ نقصان في شيء.
(٢) القصص : ٦٢.