والحيوان (وَهُوَ الْوَلِيُ) الّذي يتولّى عباده بإحسانه ونشر رحمته (الْحَمِيدُ) المستحقّ للحمد على ذلك.
(وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) فإنّها بذاتها وصفاتها تدلّ على وجود صانع قادر حكيم (وَما بَثَّ فِيهِما) مجرور أو مرفوع عطفا على «السموات» أو «خلق» (مِنْ دابَّةٍ) من حيّ ، على إطلاق اسم المسبّب على السبب. أو ممّا يدبّ على الأرض. وما يكون في أحد الشيئين يصدق أنّه فيهما في الجملة ، كقوله تعالى : (يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ) (١). وإنّما يخرج من الملح. فلا يقال : لم قيل فيهما «من دابّة» والدوابّ في الأرض وحدها؟ وأيضا يجوز أن يكون للملائكة عليهمالسلام مشي مع الطيران ، فيوصفوا بالدبيب كما يوصف به الأناسي. ولا يبعد أيضا أن يخلق في السماوات حيوانا يمشي فيها مشي الأناسي على الأرض. سبحان الّذي خلق ما نعلم وما لا نعلم من أصناف الخلق.
(وَهُوَ عَلى جَمْعِهِمْ) حشرهم إلى الموقف بعد إماتتهم (إِذا يَشاءُ) في أيّ وقت يشاء (قَدِيرٌ) متمكّن منه. و «إذا» كما تدخل على الماضي تدخل على المضارع. قال الله تعالى : (وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى) (٢).
(وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ (٣٠) وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (٣١) وَمِنْ آياتِهِ الْجَوارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ (٣٢) إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ
__________________
(١) الرحمن : ٢٢.
(٢) الليل : ١.