والمطعومة والمشمومة والملبوسة وغيرها. وقرأ نافع وابن عامر وحفص : تشتهيه على الأصل.
(وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ) ما تلذّه العيون بالنظر إليه. وإنّما أضاف الالتذاذ إلى الأعين ، وإنّما المتلذّذ في الحقيقة هو الإنسان ، لأنّ المناظر الحسنة سبب من أسباب اللذّة ، فإضافة اللّذة إلى الموضع الّذي يلتذّ الإنسان به أحسن ، لما في ذلك من البيان مع الإيجاز. وقد جمع الله تعالى بهاتين اللفظتين ما لو اجتمع الخلائق كلّهم على أن يصفوا ما في الجنّة من أنواع النعم لم يزيدوا على ما انتظمتاه.
(وَأَنْتُمْ فِيها خالِدُونَ) فإنّ كلّ نعيم زائل موجب لكلفة الحفظ وخوف الزوال ، ومستعقب للتحسّر في ثاني الحال.
(وَتِلْكَ) الإشارة إلى الجنّة المذكورة وقعت مبتدأ ، خبره (الْجَنَّةُ). وقوله : (الَّتِي أُورِثْتُمُوها) صفتها. أو «الجنّة» صفة «تلك» و «الّتي» خبرها ، أو صفة «الجنّة» والخبر (بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ). وعلى هذا تتعلّق الباء بمحذوف لا بـ «أورثتموها» كما في الظروف الّتي تقع أخبارا ، تقديره : حاصلة بما كنتم. وعلى الوجه الأوّل تتعلّق بـ «أورثتموها». وشبّهت الجنّة في بقائها على أهلها بالميراث الباقي على الورثة. وعن ابن عباس : الكافر يرث نار المؤمن ، والمؤمن يرث جنّة الكافر. وهذا كقوله : (أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ) (١).
(لَكُمْ فِيها فاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْها) بعضها (تَأْكُلُونَ) لكثرتها ودوام نوعها. ولعلّ تخصيص التنعّم بالمطاعم والملابس ، وتكريره في القرآن ، وهو حقير بالإضافة إلى سائر نعائم الجنّة ، لما كان بهم من الشدّة والفاقة في الدنيا. وعن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : «لا ينزع رجل في الجنّة من ثمرها إلّا نبت مكانها مثلاها».
__________________
(١) المؤمنون : ١٠.