عن هذه الكلمة ، فخرج إليهما فقال : أين تصيبان؟ فقالا : هذه طلبتنا ورجعا.
وعن الحسن : كان سليمان عليهالسلام يغدو من إيليا ، ويقيل بقزوين ، ويبيت بكابل. واعلم أنّ الآية لا تنافي قوله تعالى : (وَلِسُلَيْمانَ الرِّيحَ عاصِفَةً) (١) ، لأنّ المراد أنّ الله تعالى جعلها عاصفة تارة ورخاء اخرى بحسب ما أراد سليمان. أو الرخاء كانت تحمل سريره لئلّا تضطرب ، والعاصفة كانت تجريه على الهواء سريعا.
(وَالشَّياطِينَ) عطف على الريح ، أي : وسخّرنا له الشياطين أيضا (كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ) بدل الكلّ من الكلّ. روي : أنّهم كانوا يبنون لسليمان ما شاء من الأبنية الرفيعة ، وبعضهم يغوصون له فيستخرجون اللؤلؤ. وهو أوّل من استخرج الدرّ من البحر.
(وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ) عطف على «كلّ» داخل في حكم البدل. كأنّه فصّل الشياطين إلى عملة استعملهم في الأعمال الشاقّة كالبناء والغوص ، ومردة قرن بعضهم مع بعض في السلاسل ليكفّوا عن الشرّ. وعن السدّي : كان يجمع أيديهم إلى أعناقهم مغلّلين في الأغلال. والصفد : هو القيد. وسمّي به العطاء ، لأنّه يرتبط به المنعم عليه. وفرّقوا بين فعليهما ، فقالوا : صفده قيّده ، وأصفده أعطاه ، كوعده وأوعده ، فإنّ الهمزة تكون للسلب.
(هذا) هذا الّذي أعطيناك (عَطاؤُنا) من الملك الّذي لا ينبغي لأحد من بعدك ، والبسطة في المال والرجال وسائر المنال ، والتسلّط على ما لم يسلّط به غيرك (فَامْنُنْ) فأعط من شئت. من المنّة ، وهي العطاء. (أَوْ أَمْسِكْ) امنع من شئت (بِغَيْرِ حِسابٍ) حال من المستكن في الأمر ، أي : غير محاسب على منّه وإمساكه ، لتفويض التصرّف فيه إليك. أو حال من العطاء. أو صلة له ، وما بينهما اعتراض. والمعنى : أنّه عطاء كثير لا يكاد يمكن حصره.
__________________
(١) الأنبياء : ٨١.