(عَفَا اللهُ عَنْكَ) (١).
وهذا ضعيف ، لأنّ العادة جرت في مثل هذا أن يكون على لفظ الدعاء.
(وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ) بإعلاء دينك على سائر الأديان ، وبقاء شرعك ، وضمّ الملك إلى النبوّة. وقيل بفتح خيبر ومكّة والطائف. (وَيَهْدِيَكَ صِراطاً مُسْتَقِيماً) في تبليغ الرسالة وإقامة مراسم الرئاسة. أو تثبيتك على صراط يؤدّي بسالكه إلى الجنّة.
(وَيَنْصُرَكَ اللهُ نَصْراً عَزِيزاً) أي : نصرا فيه عزّ ومنعة. أو يعزّ به المنصور.
فهو وصف بصفة المنصور مبالغة إسنادا مجازيّا. أو عزيزا صاحبه. وقد فعل ذلك بنبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، إذ صيّر دينه أعزّ الأديان ، وسلطانه أعظم السلطان.
(هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ) هي اسم السكون ، كالبهيتة للبهتان ، أي : أنزل الثبات والطمأنينة (فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ) أي : يفعل بهم اللطف الّذي يحصل لهم عنده ، من البصيرة بالحقّ ما تسكن إليه نفوسهم. وذلك بكثرة ما ينصب لهم من الأدلّة الهادية إليه ، ومن جملتها ها هنا أن يقع الصلح بينهم وبين المعاندين ، ويأمنوا منهم لذلك ، بعد أن قلقت نفوسهم ، ودحضت أقدامهم ، لفرط الدهشة والخوف ، ويروا من الفتوح وعلوّ كلمة الإسلام على وفق ما وعدوا.
(لِيَزْدادُوا إِيماناً مَعَ إِيمانِهِمْ) يقينا مع يقينهم ، بمزيّة رسوخ العقيدة واطمئنان النفس عليها ، لمشاهدتهم وعرفانهم. أو أنزل فيها السكون إلى ما جاء به الرسول من الشرائع ، ليزدادوا بها إيمانا مقرونا إلى إيمانهم بالله واليوم الآخر.
وعن ابن عبّاس : إنّ أوّل ما أتاهم به النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم التوحيد ، فلمّا آمنوا بالله وحده أنزل الصلاة والزكاة ، ثمّ الحجّ ، ثمّ الجهاد ، فازدادوا إيمانا إلى إيمانهم.
أو أنزل فيها الوقار والعظمة لله ولرسوله ، ليزدادوا باعتقاد ذلك إيمانا إلى
__________________
(١) التوبة : ٤٣.