أمير المؤمنين عليهالسلام شيئا ، فهل رأيت؟
فقلت : وما هو؟
قالوا : رأيناه يخرج علينا في الحرّ الشديد في القباء المحشوّ الثخين ، وما يبالي الحرّ ، ويخرج علينا في البرد الشديد في الثوبين الخفيفين ، وما يبالي البرد.
فهل سمعت في ذلك شيئا؟
فقلت : لا.
فقالوا : فسل لنا أباك عن ذلك.
فسألته. فقال : ما سمعت في ذلك شيئا. فدخل على عليّ عليهالسلام ، فسمر معه ، ثمّ سأله عن ذلك. فقال : أو ما شهدت معنا خيبر؟
فقلت : بلى.
قال : أو ما رأيت رسول الله حين دعا أبا بكر ، فعقد له وبعثه إلى القوم ، فانطلق فلقي القوم ، ثمّ جاء بالناس وقد هزموا؟
فقال : بلى.
قال : ثمّ بعث إلى عمر فعقد له ، ثمّ بعثه إلى القوم ، فانطلق فلقي القوم فقاتلهم ، ثمّ رجع وقد هزم. فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : لأعطينّ الراية اليوم رجلا يحبّ الله ورسوله ، ـ ويحبّه الله ورسوله ، يفتح الله على يديه ، كرّارا غير فرّار. فدعاني فأعطاني الراية ، ثمّ قال : اللهمّ اكفه الحرّ والبرد. فما وجدت بعد ذلك بردا ولا حرّا.
وهذا كلّه أيضا منقول من كتاب دلائل (١) النبوّة للإمام أبي بكر البيهقي.
ثمّ لم يزل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يفتح الحصون حصنا حصنا ، ويحوز الأموال ، حتّى انتهوا إلى حصن الوطيح والسلالم ، وكان آخر حصون خيبر ، افتتح ، وحاصرهم رسول الله بضع عشرة ليلة.
__________________
(١) دلائل النبوّة ٤ : ٢١٢ ـ ٢١٣.