ووصف القلب بالإنابة ، إذ الاعتبار بما ثبت منها في القلب ، من رجوعه إلى الله.
(بِسَلامٍ) سالمين من العذاب وزوال النعم. أو مسلّما عليكم من الله وملائكته. (ذلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ) يوم تقدير الخلود ، كقوله : (فَادْخُلُوها خالِدِينَ) (١) أي : مقدّرين الخلود.
(لَهُمْ ما يَشاؤُنَ فِيها وَلَدَيْنا مَزِيدٌ) وهو : ما لا يخطر ببالهم ممّا لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر.
وقيل : إنّ السحاب تمرّ بأهل الجنّة فتمطرهم الحور ، فتقول الحور : نحن المزيد الّذي قال الله عزوجل : (وَلَدَيْنا مَزِيدٌ).
(وَكَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشاً فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ (٣٦) إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ (٣٧) وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَما مَسَّنا مِنْ لُغُوبٍ (٣٨) فَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ (٣٩) وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبارَ السُّجُودِ (٤٠) وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ (٤١) يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ (٤٢) إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ (٤٣) يَوْمَ
__________________
(١) الزمر : ٧٣.