وعن ابن عبّاس : الوتر بعد العشاء. وقيل : الوتر بعد التهجّد. وروي ذلك عن أبي عبد الله عليهالسلام.
وقرأ الحجازيّان بكسر الهمزة ، من : أدبرت الصلاة إذا انقضت. يعني : وقت انقضاء السجود.
وقال في كنز العرفان بعد نقل الأقوال المذكورة : «وعندي أنّ حمله على العموم أولى» (١).
(وَاسْتَمِعْ) لما أخبرك به من أهوال يوم القيامة. وفيه تهويل وتعظيم لشأن المخبر به. (يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ) نصب بما دلّ عليه (ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ) أي : يوم يناد المنادي يخرجون من القبور. والمنادي هو إسرافيل. فيقول : أيّتها العظام البالية ، والأوصال المنقطعة ، واللحوم المتمزّقة ، والشعور المتفرّقة ، إنّ الله يأمركنّ أن تجتمعن لفصل القضاء. وقيل : إسرافيل ينفخ ، وجبرئيل ينادي بالحشر. (مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ) بحيث يصل نداؤه إلى الكلّ على سواء. قيل : هو صخرة بيت المقدس. وهي أقرب الأرض من السماء باثني عشر ميلا. وهي وسط الأرض. وقيل : من تحت أقدامهم. وقيل : من منابت شعورهم. ولعلّ هذا في الإعادة نظير لفظة «كن» في الإبداء.
(يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ) بدل من «يوم يناد». والصيحة : النفخة الثانية.
(بِالْحَقِ) متعلّق بالصيحة. والمراد به البعث للجزاء. (ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ) من القبور إلى أرض الموقف. وهو من أسماء يوم القيامة. وقد يقال للعيد.
(إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ) في الدنيا (وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ) للجزاء في الآخرة.
(يَوْمَ تَشَقَّقُ) تتشقّق. وقرأ الكوفيّون وأبو عمرو بالتخفيف (٢).
__________________
(١) كنز العرفان ١ : ٧٨.
(٢) أي : بتخفيف الشين.