لَلْحُسْنى) (١). وقيل : هو تمنّي بعضهم أن يكون هو النبيّ. وقيل : هو قوله : (لَوْ لا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ) (٢). وغيرهما. وقيل : هو قول الوليد بن المغيرة : (لَأُوتَيَنَّ مالاً وَوَلَداً) (٣).
(فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولى) أي : هو مالكهما ، يعطي منهما ما يشاء لمن يشاء على وفق الحكمة وطبق المصلحة ، وليس لأحد أن يتحكّم عليه في شيء منهما.
(وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ) وكثير من الملائكة (فِي السَّماواتِ لا تُغْنِي شَفاعَتُهُمْ) لا تنفع. يعني : أنّ أمر الشفاعة ضيّق ، وذلك أنّ الملائكة مع قربهم وزلفاهم وكثرتهم واغتصاص السماوات بجموعهم ، لو شفعوا بأجمعهم لأحد لم تغن شفاعتهم عنه شيئا قطّ ، ولم تنفع. (شَيْئاً إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللهُ) إلّا إذا شفعوا من بعد أن يأذن الله لهم في الشفاعة (لِمَنْ يَشاءُ) من الملائكة أن يشفع ، أو من الناس أن يشفع له (وَيَرْضى) ويرضاه ، ويراه أهلا لذلك. فكيف تشفع الأصنام لعبدتهم؟
(إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلائِكَةَ) أي : كلّ واحد منهم (تَسْمِيَةَ الْأُنْثى) بأن سمّوه بنتا.
(وَما لَهُمْ بِهِ) أي : بما يقولون (مِنْ عِلْمٍ) أي : ما يستيقنون أنّهم إناث ، وليسوا عالمين بذلك (إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً) أي : الحقّ الّذي هو حقيقة الشيء لا يدرك إلّا بالعلم والتيقّن ، والظنّ لا اعتبار له في المعارف الحقيقيّة ، وإنّما العبرة به في العمليّات وما يكون وصلة إليها.
__________________
(١) فصّلت : ٥٠.
(٢) الزخرف : ٣١.
(٣) مريم : ٧٧.