تابعا له وقائما مقامه.
(وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرى * ثُمَّ يُجْزاهُ الْجَزاءَ الْأَوْفى) أي : يجزى العبد سعيه بالجزاء الأوفى ، فنصب بنزع الخافض. يقال : جزاه الله عمله ، وجزاه على عمله ، بحذف الجارّ وإيصال الفعل. ويجوز أن يكون مصدرا ، أو تكون الهاء للجزاء المدلول عليه بـ «يجزى» ، و «الجزاء» بدله ، كقوله : (وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا) (١).
(وَأَنَّ إِلى رَبِّكَ الْمُنْتَهى) مصدر بمعنى الانتهاء ، أي : انتهاء الخلائق ورجوعهم إلى ثواب ربّك وعقابه ، كقوله : (وَإِلَى اللهِ الْمَصِيرُ) (٢).
(وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكى) خلق قوّتي الضحك والبكاء. أو فعل سبب الضحك والبكاء ، من السرور والحزن ، كما يقال : أضحكني فلان وأبكاني.
(وَأَنَّهُ هُوَ أَماتَ وَأَحْيا) لا يقدر على الإماتة والإحياء غيره ، فإنّ القاتل ينقض البنية ، والموت يحصل عنده بفعل الله على سبيل العادة.
(وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى) من كلّ حيوان (مِنْ نُطْفَةٍ إِذا تُمْنى) تدفّق في الرحم. يقال : منى وأمنى. وعن الأخفش : تخلّق من منيّ الماني ، أي : قدر المقدّر.
(وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرى) الإحياء بعد الموت وفاء بوعده ، ولأنّها واجبة عليه في الحكمة ، ليجازي على الإحسان والإساءة. ولفظة «على» دالّة عليه. وقرأ ابن كثير وأبو عمرو : النشاءة بالمدّ. وهو أيضا مصدر : نشأ.
(وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنى وَأَقْنى) وأعطى القنية. وهي المال الّذي تأثّلته (٣) وعزمت
__________________
(١) الأنبياء : ٣.
(٢) آل عمران : ٢٨.
(٣) تأثّل المال : اكتسبه وثمّره ، وزكّاه ، وأنماه.