بَعْضٍ دَرَجاتٍ) (١). إنّما تفاضل القوم بالأعمال».
(فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ).
(فِيهِما عَيْنانِ نَضَّاخَتانِ) فوّارتان بالماء ، ثمّ تجريان. قال ابن عبّاس : تنضخ على أولياء الله بالمسك والعنبر والكافور. وقيل : تنضخان بأنواع الخيرات.
والنضخ أكثر من النضخ غير المعجمة ، لأنّ النضخ غير المعجمة مثل الرشّ. وهو أيضا أقلّ ممّا وصف به الأوليين. وكذا ما بعده. (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ).
(فِيهِما فاكِهَةٌ) ألوان الفاكهة (وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ) عطفهما على الفاكهة بيانا لفضلهما. كأنّهما لما لهما من المزيّة جنسان آخران ، كقوله تعالى : (مَنْ كانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكالَ) (٢).
وقيل : لأنّ ثمرة النخل فاكهة وغذاء ، وثمرة الرمّان فاكهة ودواء ، فلم يخلصا للتفكّه.
قال الأزهري : «ما علمت أحدا من العرب قال في النخيل والكروم وثمارها إنّها ليست من الفاكهة. وإنّما قال ذلك من قال لقلّة علمه بكلام العرب. والعرب تذكر الأشياء جملة ، ثمّ تخصّ منها شيئا بالتسمية ، تنبيها على فضل فيه» (٣).
(فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ).
(فِيهِنَّ خَيْراتٌ) أي : خيّرات ، فخفّفت ، لأنّ خيرا الّذي بمعنى الأخير لا يجمع ، فلا يقال فيه : خيرون ولا خيرات. والمعنى : فاضلات الأخلاق (حِسانٌ) حسان الخلق. (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ).
(حُورٌ) بيض حسان البياض. يقال : العين الحوراء إذا كانت شديدة بياض
__________________
(١) الزخرف : ٣٢.
(٢) البقرة : ٩٨.
(٣) تهذيب اللغة ٦ : ٢٥.