نتائج حبّ الدنيا.
وثانيها : استحقار الدنيا وأهلها ، إذا لم يفرح بوجودها ، ولم يحزن لعدمها.
وثالثها : تعظيم الآخرة ، لما ينال من الثواب الدائم الخالص من الشوائب.
ورابعها : الافتخار بالله دون أسباب الدنيا.
ويروى أنّ عليّ بن الحسين عليهالسلام جاءه رجل فقال له : ما الزهد؟ فقال : «الزهد عشرة أجزاء. فأعلى درجة الزهد أدنى درجة الورع. وأعلى درجة الورع أدنى درجة اليقين. وأعلى درجة اليقين أدنى درجة الرضا. وإنّ الزهد كلّه في آية من كتاب الله : (لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ وَاللهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ)».
(الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ) بدل من «كلّ مختال» فإنّ المختال بالمال يضنّ به غالبا. أو مبتدأ خبره محذوف مدلول عليه بقوله : (وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) لأنّ معناه : ومن يعرض عن الإنفاق ، فإنّ الله غنيّ عنه وعن إنفاقه ، محمود في ذاته ، لا يضرّه الإعراض عن شكره ، ولا ينتفع بالتقرّب إليه بشيء من نعمه. وفيه تهديد وإشعار بأنّ الأمر بالإنفاق لمصلحة المنفق. وقرأ نافع وابن عامر : «فإنّ الله الغنيّ».
(لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنا بِالْبَيِّناتِ وَأَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَالْمِيزانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (٢٥) وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً وَإِبْراهِيمَ وَجَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ (٢٦) ثُمَّ قَفَّيْنا عَلى آثارِهِمْ بِرُسُلِنا وَقَفَّيْنا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْناهُ الْإِنْجِيلَ وَجَعَلْنا