(وَسَلامٌ عَلى عِبادِهِ الَّذِينَ اصْطَفى) (١). و (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ) (٢). و (يا أَيُّهَا النَّبِيُ) (٣).
(وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ) فيما بينهم (لَوْ لا) هلّا (يُعَذِّبُنَا اللهُ بِما نَقُولُ) كانوا يقولون : ماله إن كان نبيّا لا يدعو علينا حتّى يعذّبنا الله بما نقول.
فقال سبحانه : (حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ) عذابا ، لما فيها من أنواع العذاب والنكال (يَصْلَوْنَها) يدخلونها (فَبِئْسَ الْمَصِيرُ) جهنّم.
ثمّ نهى المؤمنين عن مثل ذلك ، فقال : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَناجَيْتُمْ فَلا تَتَناجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ) فلا تتناجوا بالشرّ كما يفعله المنافقون.
وعن يعقوب : فلا تنتجوا. (وَتَناجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوى) بما يتضمّن خير المسلمين ، والاتّقاء عن معصية الرسول. وعن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إذا كنتم ثلاثة فلا يتناج اثنان دون صاحبهما ، فإنّ ذلك يحزنه». وروي : «دون الثالث». (وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) فيما تأتون وتذرون ، فإنّه مجازيكم عليه.
ولمّا كان المؤمنون يتوهّمون في نجوى المنافقين واليهود وتغامزهم أنّ غزاتهم غلبوا ، وأنّ أقاربهم قتلوا ، فقال سبحانه :
(إِنَّمَا النَّجْوى) إشارة إلى النجوى بالإثم والعدوان (مِنَ الشَّيْطانِ) لأنّه المزيّن لها والحامل عليها ، فكأنّها منه (لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا) بتوهّمهم أنّها في نكبة أصابتهم (وَلَيْسَ بِضارِّهِمْ) وليس الشيطان أو التناجي أو الحزن بضارّ المؤمنين بذلك الموهم (شَيْئاً إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ) أي : بمشيئته ، بأن يقضي الموت على أقاربهم أو الغلبة على غزاتهم. وقيل : إلّا بعلمه أو بأمر الله ، لأنّ سببه بأمره ، وهو الجهاد
__________________
(١) النمل : ٥٩.
(٢) المائدة : ٤١ ، وغيرها.
(٣) الأنفال : ٦٤ ، وغيرها.