بفتحتين ، مصدر : سلم ، نعت به. أو على حذف المضاف ، أي : ذا سلامة وخلوص لرجل من غير شركة. وتخصيص الرجل لأنّه أفطن للضرّ والنفع.
وتوضيح المعنى : أن اضرب يا محمّد لقومك مثلا ، فقل لهم : ما تقولون في رجل من المماليك قد اشترك فيه شركاء بينهم اختلاف وتنازع ، كلّ واحد منهم يدّعي أنّه عبده ، فهم يتجاذبونه ويتعاورونه (١) في مهن شتّى ومشاغل كثيرة ، وإذا عنت له حاجة تدافعوه ، فهو متحيّر في أمره ، وقد تشعّبت الهموم قلبه ، وتوزّعت أفكاره ، ولا يدري أيّهم يرضى بخدمته ، وعلى أيّهم يعتمد في حاجاته. وفي رجل قد سلم لمالك واحد ، وخلص له ، فهو معتمد على المالك فيما يصلحه من صنوف الخدمة ، فهمّه واحد ، وقلبه مجتمع ، أيّ هذين العبدين أحسن حالا وأحمد شأنا؟
روى الحاكم أبو الحسن الحسكاني بالإسناد عن عليّ عليهالسلام أنّه قال : «أنا ذلك الرجل السالم لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم» (٢).
وروى العيّاشي بإسناده عن أبي خالد ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : «الرجل السلم لرجل عليّ حقّا وشيعته».
(هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلاً) صفة أو حالا. ونصبه على التمييز. ووحّد لأنّه جنس. والمعنى : هل يستوي هذان الرجلان صفة وشبها في حسن العاقبة وحصول المنفعة ، أي : لا يستويان ، فإنّ الخالص لمالك واحد يستحقّ من معونته وحياطته ما لا يستحقّه صاحب الشركاء المختلفين في أمره.
(الْحَمْدُ لِلَّهِ) كلّ الحمد لله الواحد الّذي لا يشاركه فيه على الحقيقة سواه ، لأنّه المنعم بالذات ، والمالك على الإطلاق ، أي : يجب أن يكون الحمد والعبادة متوجّها إليه وحده ، فقد ثبت أنّه لا إله إلّا هو.
__________________
(١) تعاور القوم الشيء : تعاطوه وتداولوه.
(٢) شواهد التنزيل ٢ : ١٧٦ ح ٨٠٧.