وأصل «الّذي» : «ذو» ، كما قال الشاعر (١) :
إذا ما جنى لم يستشرني ، بذو جنى |
|
وليس يعرّيني الّذي هو قارف |
يعني : بالذي (٢) جنى. ومثله قول الآخر (٣) :
فإنّ بيت تميم ، ذو سمعت به ، |
|
فيه تنمّت ، وعزّت بينها مضر |
ذو سمعت أي : الذي سمعت. وقال آخر (٤) :
إذا ما أتى يوم ، يفرّق بيننا |
|
بموت ، فكن يا وهم ذو يتأخّر |
أي : الذي يتأخّر.
ثم (٥) أدخلوا (٦) على «ذو» الألف والام ، للتعريف. ويلزم الياء (٧) ، كما ألزمت الكسرة في «هؤلاء» ، في كلّ وجه.
فإذا جمعوا زادوا على «الّذي» نونا ، وجعلوه (٨) اسما بمنزلة اسمين ، ضمّ أحدهما إلى الآخر. فألزمت الفتحة التي هي أخفّ
__________________
(١) ق : «هو قارب». ويعري : يعتزل ويترك. والقارف : المقترف.
(٢) ق : الذي.
(٣) النوادر ص ٦١ والأزهية ص ٣٠٣ والكامل ٢ : ١٤٥ وأمالي ابن الشجري ٢ : ٣٠٥ واللسان (ذا). ب : وعزّت بيتها.
(٤) حاتم الطائي. ديوانه ص ٨٩ وعيون الأخبار ١ : ٥٠ وديوان المعاني ٢ : ٢٢٣ وعبث الوليد ص ٢٥٦.
(٥) في الأصل : وإنما.
(٦) ق : «يدخل». ب : أدخل.
(٧) ق : «ويلزم الياء الفتحة». ب : وألزم الفتحة.
(٨) في الأصل : وجعلوا.