(وَهذا) (١) كِتابٌ مُصَدِّقٌ ، لِساناً عَرَبِيًّا) لأنّ العرب إذا طال كلامهم بالرفع نصبوه ، كما يقولون : هذا فارس على فرس له ذنوبا. (٢) نصب «ذنوبا» لمّا تباعد من «فرس» (٣). وكذلك يقولون : هذا رجل معه صقر صائدا به. وقال بعضهم : نصب «لسانا» بإيقاع الفعل عليه ، أي : يصدّق لسانا.
وأما قوله ، في «الأحقاف» : (٤) (وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ ـ كَأَنَّهُمْ ، يَوْمَ يَرَوْنَ ما يُوعَدُونَ ، لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا ساعَةً مِنْ نَهارٍ ـ بَلاغٌ) رفع «بلاغا» ، على معنى : ولا تستعجل. [ثمّ] قال : لهم بلاغ. (٥) وقال بعضهم : رفع (٦) «بلاغا» على إضمار : هذا بلاغ. والله أعلم.
مضى تفسير وجوه الرفع.
__________________
(١) الآية ١٢. وفي الأصل : الجاثية هذا.
(٢) الذنوب : الوافر شعر الذنب.
(٣) في الأصل : فارس.
(٤) الآية ٣٥.
(٥) انظر الورقة ٣٢.
(٦) في الأصل : يرفع.