.................................................................................................
______________________________________________________
وأكثره أن لا يبلغ أقلّ الجهر ، وأقلّ الجهر أن يسمع مَن قرب منه إذا كان صحيح السمع مع اشتمال القراءة على الصوت الموجب لتسميته جهراً عرفاً وأكثره أن لا يبلغ العلوّ المفرط ، وربّما فهم بعض أنّ بين أكثر السرّ وأقلّ الجهر تصادقاً وهو فاسد ، لأدائه إلى عدم تعيين أحدهما لصلاة لإمكان استعمال الفرد المشترك في جميع الصلوات وهو خلاف الواقع ، والتفصيل قاطع للشركة ، انتهى. ومثله ما في «فوائد الشرائع (١) وفوائد القواعد (٢) والميسية والروضة (٣) والمقاصد العلية (٤) والمدارك (٥)» بل في «الميسية وفوائد القواعد» التصريح بأنّ الإخفات قد يسمعه القريب على وجه لا يجتمع مع الجهر. ولعلّ هذا البعض الذي اشير إليه في فوائد الشرائع والروض والمسالك هو صاحب «الموجز الحاوي» والصيمري كما سمعت.
وفي «المدارك (٦)» ربما أوهم هذا الضابط الذي ذكره المحقّق وغيره بظاهره تصادق الجهر والإخفات في بعض الأفراد وهو معلوم البطلان ، انتهى. قلت : لعلّه عنى ما ذكره جدّه (٧) من الاعتراض على الضابط المذكور حيث فهم من عبارة الفاضلين والشهيد عطف الإخفات على المضاف إليه في قولهم : أقلّ الجهر أن يسمع القريب والإخفات ، أي أقلّ الإخفات. واللازم من هذا تصادق الجهر والإخفات في إسماع القريب بأن يكون ذلك أعلى مراتب الإخفات ، لأنّ أقلّه إسماع نفسه وأكثره حينئذٍ إسماع القريب وهو أقلّ مراتب الجهر ، فيكون بينهما عموم وخصوص من وجه. وأنت خبير بأنّ الظاهر منهم أنّ ذلك ليس بياناً للمرتبة الدنيا منه بل إنّما هو بيان لمعنى حقيقة الإخفات وليس معطوفاً على المضاف إليه بل على المضاف أو الواو للاستئناف.
__________________
(١) فوائد الشرائع : في القراءة ص ٣٩ س ١٦ (مخطوط في مكتبة المرعشي برقم ٦٥٨٤).
(٢) فوائد القواعد : في القراءة ص ١٧٨.
(٣) الروضة البهية : في القراءة ج ١ ص ٥٩٩ ٦٠٠.
(٤) المقاصد العلية : في المقارنات ص ٢٥٠.
(٥ و ٦) مدارك الأحكام : في القراءة ج ٣ ص ٣٥٨.
(٧) مسالك الأفهام : في القراءة ج ١ ص ٢٠٦ ، روض الجنان : في القراءة ص ٢٦٥ س ١٧ ، الروضة البهية : في القراءة ج ١ ص ٦٠٠.