.................................................................................................
______________________________________________________
المتأخّرين (١) عنهم أنّه متى كان كذلك فإنّ الصلاة صحيحة والعرف يساعد المتأخّرين ، فإنّ مجرّد إسماع القريب مع عدم الاشتمال على الصوت لا يطلق عليه الجهر عرفاً. والمتبادر منه في العرف ما اشتمل على هذا الجرس الذي هو الصوت وإن كان خفيّاً وما لم يشتمل عليه يسمّى إخفاتاً وإن لم يسمعه القريب. بل في «كشف اللثام (٢)» عسى أن لا يكون إسماع النفس بحيث لا يسمع من يليه ممّا يطاق. ويدلّ على قول المتأخّرين خبر الضحّاك (٣) المتقدّم.
وينبغي نقل جملة من عبارات المتأخّرين ، ففي «جامع المقاصد (٤)» الجهر والإخفات حقيقتان متضادّتان كما صرّح به في نهاية الإحكام عرفيّتان يمتنع تصادقهما في شيء من الأفراد ، ولا يحتاج في كشف مدلولهما إلى شيء زائد على الحوالة على العرف إلى أن قال بعد تعريف المصنّف للجهر بأنّ أقلّ الجهر إسماع القريب تحقيقاً أو تقديراً ما نصّه : وينبغي أن يزاد فيه قيد آخر وهو تسميته جهراً عرفاً وذلك أن يتضمّن إظهار الصوت على الوجه المعهود. ثمّ قال بعد قوله «وحدّ الإخفات» : لا بدّ من زيادة قيد آخر وهو تسميته مع ذلك إخفاتاً بأن يتضمّن إخفاء الصوت وهمسه وإلّا لصدق هذا الحدّ على الجهر ، وليس المراد إسماع نفسه خاصّة ، لأنّ بعض الإخفات قد يسمعه القريب ولا يخرج بذلك عن كونه إخفاتاً ، انتهى. ومثل ذلك قال تلميذاه (٥) في شرحيهما على الجعفرية.
وفي «الروض (٦)» الجهر والإخفات كيفيّتان متضادّتان لا يجتمعان في مادّة كما نبّه عليه في نهاية الإحكام ، فأقلّ السرّ أن يسمع نفسه لا غير تحقيقاً أو تقديراً ،
__________________
(١) منهم البحراني في الحدائق الناضرة : في القراءة ج ٨ ص ١٣٩ ١٤٠.
(٢) كشف اللثام : في القراءة ج ٣ ص ٣٧.
(٣) تقدّم في ص ١١٠.
(٤) جامع المقاصد : في القراءة ج ٢ ص ٢٦٠.
(٥) المطالب المظفّرية : في القراءة ص ٩٨ س ١٥ (مخطوط في مكتبة المرعشي برقم ٢٧٧٦) ، والشرح الآخر غير موجود لدينا.
(٦) روض الجنان : في القراءة ص ٢٦٥ س ١٦.