.................................................................................................
______________________________________________________
المغضوب عليهم ولا الضالّين ، أي حفظ ذلك سمرة وأنكر عليه عمران بن حصين ، قالا : فكتبنا في ذلك إلى ابيّ بن كعب وكان في كتابه إليهما أو في ردّه عليهما أنّ سمرة قد حفظ».
قال الصدوق : إنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إنّما سكت بعد القراءة لئلّا يكون التكبير موصولاً بالقراءة وليكون بين القراءة والتكبير فصل ، وهذا يدلّ على أنّه لم يقل آمين بعد فاتحة الكتاب سرّاً ولا جهراً ، لأنّ المتكلّم سرّاً أو علانيةً لا يكون ساكتاً ، وفي ذلك حجّة قوية للشيعة على مخالفيهم في قولهم آمين بعد الفاتحة ولا قوّة الّا بالله ، انتهى كلام الصدوق (١).
وهذا الحديث يخالف خبر إسحاق في السكتة الاولى حيث تضمّن أنّها بعد تكبيرة الإحرام. والظاهر أنّه عامي لأنّ رجاله من العامّة. وقد نقل في «المنتهى (٢)» ما تضمّنه هذا الخبر عن بعض العامّة وما تضمّنه خبر إسحاق عن أحمد والأوزاعي وجماعة.
ويبقى الكلام في كلام الصدوق في «الخصال» وهو قوله : وهذا يدلّ على أنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يقل آمين إلى آخره ، فإنّي لا أعرف له وجهاً وجيهاً ، لأنّ الخبر المذكور دالّ على أنّ السكتة الأخيرة بعد تمام القراءة قبل الركوع وهذا هو الذي حفظه سمرة ، والتأمين إنّما هو بعد الفاتحة ، والسكتة بعد الفاتحة إنّما ذكرها قتادة. نعم كلامه هذا يتمّ في رواية إسحاق بن عمّار إلّا أنّه لم ينقلها في الخصال. ثمّ إنّ هذا الخبر يخالف ما نقله الكاتب عن سمرة وابيّ بن كعب كما سمعت. ولم يظهر لي مختار الصدوق في الخصال ولذا لم نذكر مذهبه عند ذكر كلام الأصحاب. وأقصى ما يستفاد منه أنّ السكوت مستحبّ بعد السورة لئلّا تسقط همزة القطع من لفظة الجلالة وأنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم سكت بعد الفاتحة.
__________________
(١) الخصال : باب الإثنين ح ١١٦ وذيله ج ١ ص ٧٤ ٧٥.
(٢) منتهى المطلب : في القراءة ج ١ ص ٢٧٨ س ٢٦ ٣٣.