يَشْعُرُونَ) (الأعراف : ٩٥) ؛ لأنها حال مرتبطة بعاملها وليست مستقلة برأسها ؛ والثانية «لو» وما في حيّزها ، جملة واحدة فعلية إن قدر : «ولو ثبت أنّ أهل القرى آمنوا واتقوا» ، أو اسمية وفعلية إن قدر إيمانهم ، واتقوا ثابتان ، والثالثة (وَلكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْناهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ)] (الأعراف : ٩٦) كله جملة.
وينبغي على قواعد البيانيين أن يعدّوا لكل جملة واحدة لارتباط بعضها ببعض ، وعلى رأي النحاة ينبغي أن يكون (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى آمَنُوا وَاتَّقَوْا) (الأعراف : ٩٦) جملة [١٧٢ / ب] واحدة (١) [لأن جملة «واتقوا» معطوفة على خبر «أنّ» و «لفتحنا» جملة ثانية وما بعدها جملة واحدة] (١) لارتباط الشرط بالجزاء لفظا ، (وَلكِنْ كَذَّبُوا) (الأعراف : ٩٦) ثانية أو ثالثة (فَأَخَذْناهُمْ) (الأعراف : ٩٦) ثالثة أو رابعة ، و (بِما كانُوا يَكْسِبُونَ) (الأعراف : ٩٦) متعلق ب «أخذناهم» فلا يعدّ اعتراضا.
وقوله : (وَغِيضَ الْماءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِ) (هود : ٤٤) ، فهذه ثلاث جمل معترضة بين (وَقِيلَ يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ) (هود : ٤٤) وبين (وَقِيلَ بُعْداً) (هود : ٤٤).
وفيه اعتراض في اعتراض ، فإنّ (وَقُضِيَ الْأَمْرُ) (هود : ٤٤) معترض بين (وَغِيضَ الْماءُ) (هود : ٤٤) وبين (وَاسْتَوَتْ) (هود : ٤٤).
ولا مانع من وقوع الاعتراض في الاعتراض ، كقوله : (وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ) (الواقعة : ٧٦).
٣ / ٦٣ ومنه قوله تعالى في سورة العنكبوت ذاكرا عن إبراهيم قوله : (اعْبُدُوا اللهَ وَاتَّقُوهُ) (الآية : ١٦) ثم اعترض تسلية لقلب النبي صلىاللهعليهوسلم بقوله : (وَإِنْ تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ وَما عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ) (العنكبوت : ١٨) ، وذكر آيات ، إلى أن قال : (فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ) (العنكبوت : ٢٤) يعني قوم إبراهيم ، فرجع إلى الأول.
وجعل الزمخشريّ (٢) قوله تعالى : (فَاسْتَفْتِهِمْ) (الصافات : ١٤٩) ، وفي آخر الصافات
__________________
(١) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة.
(٢) ذكر قوله في الكشاف ٣ / ٣١٢ عند تفسير قوله تعالى (فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَناتُ ...) الآية [١٤٩ : الصافات] ، بتصرف.